أيتها السفيره الفاضلة و ابنة بلدي, السيدة لمياء شكور.. انا لا اعلم ان كان لك ضلعا في هذه المهزله الاعلاميه التي تذكر بدهاء ازلام السلاطين. اتمنى الا يكون لك لانني تشرفت بمعرفتك و اكن لك الكثير من الاحترام و ان اختلفت مواقفنا, فكلانا يحمل و يدافع عن صوره الوطن, انت في مسؤوليتك الكبيره, و انا من موقعي المتواضع في تعاطيي اليومي مع المواطن الفرنسي و الجار الفرنسي و المريض الفرنسي .. اكرر ايتها السيده الفاضله, اتمنى الا تكوني جزأ من هكذا “مقلب” او”حيلة” لها ان تشوه وجه الوطن لسنوات عديده, و اتمنى خصوصا الا يكون لانزعاجك من استدعاء الدوله الفرنسيه لك احتجاجا على القمع في سوريه اي علاقة بالموضوع , لان ذلك سيكون ابتعادا عن روح الديبلوماسيه و ضررا للوطن, و مهما انزعجنا فنحن فانون و يبقى الوطن وحده .. اسمحي لي سعاده السفيره ان اقول, انه من الصعب علي ان اصدق ان قناة بهذه الاهميه تلفق عن قصد تصريحا تعرف انه سيضحد في الساعه نفسها, و لكني اقرب لتصديق ان ذلك من عمل الملحقين في سفارتنا و الذين تعرفينهم اكثر مني, وذلك حسب اوامر عليا او بدون .. اسمحي لي ايضا ان اتوقف عند كلمة واحده رددتيها عده مرات في حديث التكذيب الذي خصصت به قناة الجزيره, و هي كلمه “الصمود”? ايتها السفيره الفاضله التي دارت العالم و عرفت ديموقراطياته عن اي صمود تتحدثين. المسك العذر فقد كدت ان انسى كل اشكال صمودنا .. ان تبقى سوريه من اخر الدول التي تنتخب بنسبه ال٩٠ هو صمود خارق..ان يحتفظ في القرن ال٢١ بلد مثل بلدنا بمجلس شعب بهذه الهزليه, اليس هو صمودا..ان تصول و تجول اسرائيل في الارض السوريه و السماء اللبنانيه و السماء اللاذقية وتقصف دير الزور حين تريد,بينما لا نفعل نحن سوى تقمص بطولات الاخرين من حزب الله الى حماس, اليس ذلك صمودا..ان يستمر التعذيب رغم كل تقارير منظمات حقوق الانسان, اليس ذلك صمودا..ان يصفع طالب علم و يشتم من قبل رجل مخابرات بالكاد حصل على الشهاده الابتدائية,اليس ذلك صمودا..ان تمنع الصحافه الدوليه من دخول بلد زاد فيه عدد الشهداء ,من مدنيين و عسكريين, عن الالف اليس ذلك صمودا..ان تحتفظ جامعه دمشق بالمرتبه ال٥٩٠٠ اليس ذلك صمودا.. ان تتبؤا سوريه المرتبه١٦٥ من اصل١٧٥ في مؤشر الصحافه العالمي لحرية الصحافه اليس ذلك صمودا .. احزني ايتها السفيره اتهامك للصحافه الفرنسيه و الدوله الفرنسيه بالتؤامر.. اما عن الدولة الفرنسيه فقد كان لها افضل المواقف في الدفاع عن قضايانا و اولها شجب سياسات شارون, و طالما ابهرتنا مواقف رؤساء مثل شيراك. اما عن الشعب الفرنسي و مثقفيه فطالما تظاهروا من اجل القضيه الفلسطينيه و كان لذلك تاثيرا اكثر من كل مسيراتنا التي كانت تنطلق في دمشق بايعاذ و حسب توقيت النظام.. و لا يحق لنا ان ننسى ان فرنسا هي الدوله التي منعت ان يمر غزو العراق بقرار اممي, و قد دفعت فرنسا ثمن موقفها عزله سياسيه و مقاطعه لبضائعها في الجزء الشمالي من القاره الاميركيه حتى اليوم .. اما عن الصحافه الفرنسيه فاعذريني اذ طالما قدمت الشهداء و المخطوفين على ارض الطغيان من فلسطين الى العراق و ليبيا و افغانستان و البوسنه و كانوا في الخط الاول تحت الرصاص, و خصوصا في ايام الانتفاضه, اذ لولا صحافيي التلفزيون الفرنسي لما رأى العالم محمد الدرة و هو يقتل في حضن والده و هو الشريط الذي بثه التلفزيون السوري مئات المرات. كيف لنا ان نتهم نفس الشبكه بالتآمر .. لقد زرت المشفى الوطني بحمص, فاذهلني وضعه البائس و الخطير, تساؤلت حينها عن صموده في وجه الحضارة و الانسانيه, اذا كان هذا هو الصمود فارجوك الا تبلغي احدا به, و اكتفي باعطائنا رأيك الذي ينتظره الشعبان الفرنسي و السوري من حضرتك, رأيك في الطريقة التي عومل بها اطفال درعا, ثم امهاتهم حين قصدن المسؤولين ثم وجهاء المدينه, كان ذلك قبل الثورة.. سيدتي الاصلاح و الذل لا يلتقيان فاختاري ..
.