السادة اعضاء مؤتمر اصدقاء سوريا
إنّ ما تشاهدونه من فظائع ترتكب يومياً بحق شعبنا، ليس سوى جزء صغير من الصورة الحقيقية لما يجري من مذابح وجرائم ضد الإنسانية على أرض سوريا، بسبب قيام النظام منذ الأيام الأولى لانطلاق الثورة بفرض حصار إعلامي خانق على البلاد لمنع خروج الحقيقة إلى العالم.
إنّ هذا السلوك يمثل ذروة معلنة لقمع منهجي ومنظم مارسته السلطات السورية على مدى أربعة عقود ضد كل صحافي سوري أبدى أي نوع من الاستقلالية في عمله. ومع اندلاع الثورة زجت أجهزة الأمن عدداً من الصحفيين السوريين في سجونها، وعرّضتهم للتعذيب ( عامر مطر- أحمد الصلال )، وكان آخرهم الزميل مازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام والدفاع عن حرية الرأي والتعبير، وفريق عمله المؤلف من حوالي عشرة إعلاميين أفرج عن عدد منهم ومازال الآخرون قيد الاعتقال، ولاحقت آخرين وروعت عائلاتهم ،ما اضطر البعض إلى مغادرة سوريا خوفاً على سلامتهم الشخصية وسلامة عائلاتهم (إياد شربجي، إبراهيم الجبين، عمار المصارع محمد الحاج بكري، وغيرهم). ويعيش آخرون متوارون عن الأنظار (رزان زيتونة – ياسين الحاج صالح- خولة دنيا ..وغيرهم) تحت خطر التعرض للاعتقال أو القتل، وتمّ اعتقال عائلات عدد من الإعلاميين كرهائن لإسكات صوتهم وتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن، ومنهم من تعرض للضرب والتنكيل (فنان الكاريكاتير علي فرزات). كما بات الصحفيون الأجانب الذين خاطروا بحياتهم لنقل حقيقة مايجري في سوريا هدفاً معلناً للنظام عبر سلسلة إجرءات تبدأ بتشويه سمعتهم وتنتهي بقتلهم، كماحدث مع “جيل جاكييه” و”ماري كلوفين” و”ريمي اوشليك”، وتحوّل قتل الناشطين الذين يقومون بسدّ فراغ غياب الصحافة إلى مهمة روتينية لقوات النظام، كما في حالتي الشهيدين رامي السيد في حمص وحسين العلي في ديرالزور، وغيرهم من ناشطين تمّ التمثيل بجثثهم واقتلاع عيون المصورين منهم .
إنّنا في رابطة الصحفيين السوريين نضع مؤتمر أصدقاء الشعب السوري أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، لجهة العمل على إنهاء الحصار الإعلامي المفروض بكل أدوات القمع الأمنية والعسكرية والسياسة على شعبنا وثورته، ونطالبكم باسم تجمعنا الذي يمثل طيفاً
واسعاً من الصحفيين السوريين بمايلي:
- العمل بجدية على السماح لوسائل الإعلام الحرّ بالدخول إلى سوريا، وضمان الحرية الكاملة لطواقمها في التنقل.
- مساعدة الناشطين الاعلاميين في سوريا، من خلال، تأمين احتياجاتهم من أجهزة اتصال فضائية وكاميرات ديجيتال وتدريب كوادر وحماية قانونية، كونهم الوحيدين القادرين على نقل حقيقة ما يتعرض له السوريين من ترويع ومجازر على ايدي النظام، الى العالم الخارجي، وفي ظروف تمنع الصحفيين المهنيين من ممارسة دورهم.
- نؤكد على ضرورة إلزام النظام السوري بتنفيذ قرارات الجامعة العربية المتعلق بالوقف الفوري للقمع، والسماح بدخول وسائل الإعلام من دون قيد أو شرط، وهو ما وقع عليه النظام في إطار المبادرة العربية.
- نطالب بتطبيق فوري لقرارت العقوبات المفروضة على النظام بما لا يمس الحياة اليومية للمواطنين في سوريا، وندعوكم إلى النظر في تفعيل أثر العقوبات لتطال المنظومة الإعلامية الموالية للنظام كونها تحولت إلى أجهزة دعوة علنية إلى قتل الثوار والمعارضين، وبث بروباغندا النظام المضللة، وإثارة الفتنة بين مكونات المجتمع، وهي شريك فاعل في التحريض والتغطية على الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا، وهذا ما تؤكده شهادة الإعلاميين الذين تركوا العمل ضمن هذه المنظومة لهذه الأسباب (إبراهيم الجبين، هاني الملاذي)، كما نطالب المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة والإعلام اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في حق هذه المنظومة وفقا للمبادىء والقوانين التي قامت عليها .
- نؤكّد نحن أعضاء رابطة الصحفيين السوريين، اننا ملتزمون بكل المطالب الإنسانية والقانونية التي ينادي بها الحراك الشعبي في سوريا.
أيها السيدات والسادة
نطالب مؤتمركم بأن يحول المبدأ الذين انعقد على اساسه، وهو “صداقة الشعب السوري” إلى حقائق وإجراءات فاعلة تنهي الحرب المفتوحة التي يشنها النظام السوري ضد شعبنا بكل أسلحته الثقيلة، منتهكاً كل الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية، وندعوكم إلى دعم مطالب شعبنا المحقة والعادلة بحقه في الحياة و الحرية والعدالة والديموقراطية، ونؤكد أنّ سوريا الحرة ستكون مكسباً للبشرية برمتها.
الهيئة التأسيسية لرابطة الصحفيين السوريين
23/2/2012