بتاريخ 18-3 عندما أشتعلت شرارة الثورة… قرأت عبارة “رصاصكم يقتل الخوف في قلوبنا” أحسست يومها أن هذه العبارة مبالغ فيها أو أنها تصلح لأيام خلت عاش فيها العرب على الشجاعة والكرامة…
ولكنني تدريجا عشت هذه المقولة.
لتاريخ 18-4 ظل الخوف يسكن أوصالي…أتابع فقط الأخبار التي تتناقلها الجزيرة والعربية… لا أجرؤ إلا على تصفح بعض الصفحات المعارضة دون تسجيل الدخول بحساب معين.
ولكن الرصاص الذي أردى المئات من شبابنا في ذلك اليوم –مجزرة الساعة- دق المسمار الأول في نعش خوفي، وقمت بعدها بإنشاء حساب وهمي و بدأت بإدراج التعليقات على صفحات الثورة وحينها اعتبرت ذلك انجازا لأن كل من حولي كان يردد عبارات الحذر من الانترنت ومن التواصل عبره لأن الشبيحة منتشرون حتى في الهواء الذي نتنفسه …
الخوف الذي كان ينتابني بدا تدريجيا يتلاشى… كل مجزرة كانت تحدث كان يتبعها تقدم في مسيرتي… مجزرة الجمعة العظيمة وأحداث جامعة حلب وجامعة دمشق… كل ذلك كان يقصر من عمر الخوف في قلبي …… بدأت التواصل مع الناشطين والخروج بالمظاهرات النسائية التي اتسع نطاقها بشكل لافت …..
وبعد مجزرة جسر الشغور وأطفال الحرية… تمكنت بفضل الله من التواصل مع أحد صفحات الثورة في حمص والتعاون معهم……… وكانت قصة الفيديو الأول ……….. الفيديو الأول الذي التقطته عدستي كان لإضراب شهدته مدينة حمص وكان علي تصوير مقطع فيديو ومن ثم رفعه على اليوتيوب….. طبعا تجربة الفيديو الأول تجربة لن أنساها… أذكر انني كنت أتصبب عرقا خشية أن يراني أحد فكلنا نعلم جرم التصوير والتوثيق في ظل هذا النظام…… وكان صوتي يرتجف وأنا أوثق تاريخ ومكان التقاط الفيديو، ليصبح بعد ذلك تصوير الفيديو وتوثيقه ورفعه من المهام المعتادة يوميا… وبات أسهل من تريد شعارات المظاهرات ……
وبعد اقتحام حي باب السباع للمرة السابعة ….. ومجزرة التشييع في حي الخالدية …..أصبحت أدمن في إحدى صفحات الثورة ….لاستلم نشر الأخبار والتقارير.
بدأت بتعليقات خجولة على الفيس بوك أتحرى فيها الغموض خوفا من الاعتقال والتعذيب ….. لأصل إلى أدمن على صفحة من صقحات الثورة ….. هل هذا يعني أن رصاصهم يقتل الخوف في قلوبنا ؟؟؟؟
———————-
29-7-2011
ب.أ