آفاق أحمد المنشق عن المخابرات الجوية يقول :
لم ارى هذا العدد من الجثث في حياتي قبل هذا اليوم…..2942011
عام مضى على مجزرة صيدا ……….في مثل هذا اليوم من العام الماضي وبينما استيقظت كعادتي من غرفة
نومي الملاصقة لمكتبي على وقع صيحات عناصر النخبة من العمليات
الخاصة في اداراة لمخابرات الجوية التي تقوم بتحضيراتها لتكون على
شكل مجموعات تدخل سريع للدخول الى مناطق المظاهرات وقنص العدد
المطلوب منهم يوميا وبعد ان جلست لشرب القهوة مع العقيد سهيل
قائدالعمليات الخاصة وبعض اركانه و ابرزهم (المساعد اول فواز قبيع)وهو
من مواليد مخيم درعا وعند الساعة العاشرة صباحا سمعت نغمة الرنين
الخاصة بجهاز الموبايل للمساعد فواز (نحنا رجالك بشار) وعندما انتهى
من مكالمته اخبر العقيد سهيل ان احد مخبرينه في درعا اخبره في هذه
المكالمة ان عشرات الالوف من ابناء الريف الحوراني ينون التوجه الى
درعا لفك الحصار عنها المفروض عليها منذ ايام …..والدخول سوف يكون من ثلاثة محاور
1_القرى الشرقية (المسيفرة والجيزة وصيدا وما حولها)يلتقون عند جسر صيدا للدخول الى درعا
2_خربة غزالة والقرى المجاورة للدخول من نفق عتمان
3_القرى الغربية (طفس ونوى ومزيريب )وماحولها عن طريق اليادودةعلى الفور طلب العقيد سهيل مخطط لدرعا بعد ان اخبره المساعد فواز
ان هذه الجموع ان وصلت الى درعا لن تخرج قبل اسقاط النظام واقترح
عليه ان يوجهو ضربة قاسية والتصدي لهم بالقوة العسكرية فقال له
العقيد سهيل اختر محور لتنفيذ هذه الضربة فاختار المحور الاول لعدة
أسباب اهمها المبررات للرأي العام ان هناك مساكن عسكرية فيها ضباط
علويين وكان هناك نية للمتظاهرين باقتحام المساكن وتغطي هذي
الحادثة او الواقعة على ما سوف يحصل على محوري عتمان واليادودة …..
وهنا يكون النظام قد كسب مكسبين
الاول: اقحام الجيش في هذه المعركة واعتباره مستهدف كما ان النظام والمخابرات مستهدفين (ولذلك ارسلت تعزيزات الى كل المساكن العسكرية في سورية ووجهت ندءات لقاطنيها بالحذر لان هناك معلومات تفيد بانهم مستهدفون ).
ثانيا: جر الطائفة العلوية للنزاع وتصوير هذا النزاع وكأنه بين التيارات الاسلامية وبين الاقليات وخاصة العلوية (ولذلك روج لاشاعة نية المتظاهرين في سبي النساء وقتل الضباط ).
قام العقيد سهيل بالاتصال مع اللواء جميل حسن لاخذ الموافقة واعطاء الأوامر لباقي الحواجز للتصدي للمتظاهرين
قمت بالاعتراض على ما سيحصل من التحضير لهذه المجزرة حرصا مني على آمن واستقرار البلد وخوفا من مزالق الطائفية وقلت بالفم الملآن
(ان ما سوف تقدمون عليه سيكون مفصليا وسيغرق البلد في أبحر من الدماء نتيجة لهذه الفتنة الطائفية التي سوف تستمر لعقود وستقلب الطاولة على الجميع ).
هذه الجملة قلتها للعقيد سهيل حسن وارجو ان يسجلها لي التاريخ ……………….
طبعا لم يأبهوا لوجه نظري ولم ياخذو كلاميي على محمل الجد اذ احسنت الظن بهم اي ان لم يكون مقصدهم الفتنة الطائفية…
تحركت القوات على مرآة ومسمع مني بعد ان اعطيت تعليمات للقوات المتواجدة في درعا بالتعامل بقوة مع المتظاهرين ريثما تصل عناصر النخبة وبعد ان جيش الجنود وشحنوا فكريا ضد المتظاهرين ….
وبقيت انتظر في مكتبي حتى الساعة 11 ليلا (تقريبا)واذ بالقوات تدخل مطار المزة ومعها حوالي 40 باص زيادة عما كان قد خرجو به
وعندما سألت قالو لي ان هذه الباصات كان بها عوائل الضباط التي نزحت من المساكن وموقوفين وفجأة نظرت الى الجنود واذ بهم ينشلون الجثث من باكاجات الباصات ويضعونها في شاحنه (زيل عسكرية) قدرت عددهم بـ (120 جثة)والجنود ينهالون عليهم بالضرب ويقولون لهم(تريدو ان تسبو النساء )دخلت الى مكتب العقيد سهيل وقلت له :ماذا حصل؟؟؟؟
فقال لي بالحرف الواحد:لولاي وهؤلاء الاشاوس لسقطت درعا…..
صرخت في وجهه قائلا :هؤلاء لديهم عوائل ولن يرضوا بغير الثأر ناهيك عن التحريض الطائفي من الطرفين …………………………قوبل لومي له بالزجر والتعنيف اللفظي مرفوقا بأمري بالذهاب الى فرع التحقيق للتأكد من وصول الموقوفين وعندما وصلت الى فرع التحقيق الذي يبعد (100 م عن مكتبي) تفاجئت بوجود حوالي (160)موقوف يتعرضون للضرب المبرح بالهراوانات وعصي الكهرباء ….ومن بينهم أطفال لا تتجاوز اعمارهم (16 عام).
وبعد عدة أيام عندما شاهدت على التلفاز الاطفال وخصوصا (الشهيد حمزة الخطيب)تذكرت انني رأيته في إحدى الزنزانات القريبة من الباب الرئيسي .
الشهادة لله خالصة لم يكن مع الموقوفين سكين او حجر او سلاح……..للصدفه وبعد عدة ايام من المجزره اتلفت التقارير في المكتب فوضعت بالسجن مع الموقوفين الذين كانو بمجزره صيدا ورأيت محمد عياش الذي ظهر على شاشه قناة الدنيا هو عبد القادر الشاذلي (ابو علي)وعبد القادر الزعبي ورأيت بأم عيني كيف تعرضوا لأبشع انواع التعذيب من اجل ان يعترفوا على قناة الدنيا ……….
أظن ان في روايتي هذه اجوبه للسألين عن سبب انشقاقي المباشر وعن رؤيتي للمستقبل منذ ذلك اليوم قلت هذه الجمله : (ستغرق البلد في أبحر من الدماء نتيجة لهذه الفتنة الطائفية التي سوف تستمر لعقود وستقلب الطاولة على الجميع ).
هذا ان بقينا نسير على مخطط النظام ونعتبر ان ما يحدث في سوريا حرب طائفيه
الا لعنة الله على كل من حضر ونفذ هذه المجزرة لقد كانت نقطة التحول الكبرى في حياتي وحياة سورية عموما
تعليقان
You are criminal like them and you deserve beath penalty.
death NOT beath