كم منكم يا أبطال الفيس بوك قد شارك في مظاهرة واحدة داخل الوطن او خارجها؟ كم منكم قد انضم لصفحة الثورة السورية؟ كم منكم قد كتب على صفحته يسقط بشار الأسد؟ كم منكم يستطيع أن يغلق صفحته ويذهب للمشاركة بأي عمل ميداني خارج الوطن أو داخله؟ كم منكم قد خصص من راتبه الشهري وضغط نفقاته الشهرية ويساهم بالكم اليسير مما استطاع توفيره لدعم المهجرين السوريين في لبنان و الاردن و تركيا ؟ كم منكم يا أصدقائي قد جلس بينه وبين نفسه كل مساء يعيد النظر في الأحداث ويفكر في كل ما يطرح ويحاول تبني رأي شخصي من خلال نظرته الى الأحداث ليشارك في اليوم التالي في حوار ما بعد خلفية ونتائج شخصية لا متأثرا بقول فلان وفلان ؟
اعتذر منكم لكني أول الذين أعلن اني لم أصل الى رضا ذاتي عما افعله لهذا الشعب الذي ثار من أجلي ومن أجل مستقبل ابنائي لم أصل بعد الى درجة أنظر فيها الى عيني غياث وحمزة وابراهيم وهاجر وبقية الشهداء وابكي مرتاح الفؤاد ؟ لم استطع أن أسامح نفسي على الأقل بما يخص هذا الأمر… هل نستطيع ان نجيب أنفسنا بصمت ماذا فعلنا وماذا نستطيع ان نفعل اليوم ؟ ولنخرج من هذه المعمعة الفيسبوكية التي أصبحت كدردشة الستار اكادمي ساحة لقذف الاطراف السياسية بالمعارضة ونحن في غالبيتنا لا نعرف عنهم شيئاً ( وإن كان الحق في جزء منه على تلك التيارات) لكن لنتذكر أننا كلنا قبل فترة كنا بانتظار المجلس لكن بشكل أجمل فإن خرج قبيحاً لنجمله فهو مازال في عهدتنا وإن كان قد خرج من عهدتنا فهو ليس منا ولا خوف علينا… فلنا دم ابراهيم وغياث ولنا الحق المبين في الوطن …
فوالله ربيب الأحكام الأربعة في خلق هذه الثورة تكفي لتحميها وتنصرها : دماء أطفالها – وهبة حورانها – وصبر حمصها – ونصف الكوز من الدم السوري الذي يستنشق الحرية في صدورنا .
أولوياتنا :- تحديد الهدف
– وضوح الرؤية
– الوفاء لدماء الشهداء
– نصرة المتضررين في الداخل والمهجرين
– الأبتعاد عن أي أصطفاف سياسي جدلي فيه من الشخصانية ما يشبع أصحابها
– التوقف عن الإبتزاز في التأكيد على الأخوة بين شرائح الشعب السوري ( فهذا قدر لا يحتاج الى التأكيد اللغوي ) بل الى الأيمان بالهوية المدنية الوطنية السورية .
– سوريا دينها تاريخها وعراقتها ومدنيتها ( لا صبغة لدين على سوريا ) ولا لسياسة ديمقراطية الغالبية في الهوية والدين ولا لسياسة المحاصصة والكراسي ( هي مواطنة واحدة لا لون لها سوى سوريتها )،
دع الابتسامة تذكرك بأنها ماضية الى النصر كلما ملئنا أجواءنا بالكلام والنزاع…
واخيرا اسمحولي بأن أقولها… أيها السوري الثائر على نفسك : لا تتبجح بجمال ثورتك قبل أن تطهرها من قبحها … لتبقى لنا ولتنتصر…
———————
Adnan A A