جورج هذا الذي في العنوان هو صديق أخي الذي يكبرني بـ 9 سنوات، كانوا مجموعة من المهندسين بكاريزما درامية لا تختلف عن أحد هؤلاء المثقفين الذي يظهرون بقهاوي الشام العتيقة يمارسون الفكر عبادة، آلهتهم امرأة من ورق و نبيذهم شعر للمتنبي، يسكرهم صوت وديع الصافي، و تتمازج أرواحهم مع بياض العرق البلدي الأصيل، فيتغنون و يتفنون بوصفه لجمالية النشوة التي يمنحم إياها بسخي 50 مل منه.
لطالما ذهلت لأحاديثهم ، عبارات موجزة بمضامين مخيفة، فتوصيف أي حدث عندهم مهما كبر يمكن لبعض كلماته وصفه و اختزاله.
وكم من الوقت قضيت أفكر بعباراتهم و أقلبها و ابتسم بسري فهي صحيحة مئة بالمئة، دقيقة لا تشوبها شائبة، بسيطة كمعادلة انشتاين الذي اختزلت الكون بثلاثة بارامترات.
زارنا جورج بأحد المرات و تفاجأت بأنه لا يعرف الجلوس على الأرض (تربيع بالعامية)، و ضحكت عندما أعطاه والدي شيئاً أعلى ليلعب معه الطاولة و أصبح هناك فارق ارتفاعي بين بابا و جورج و حمدت ربي أنها فقط لعبة طاولة وليست شدة وإلا لستطاع جورج رؤية ورق والدي أوضح من ورقه .
المهم … جورج هذا كان أكثر أصدقاء أخي قراءة، و أعتقد أن جميع مقاييس التثقيف المادية التي حاول العالم وضعها لتحديد المثقف من غير المثقف، تنطبق جميعها على جورج و يستحق بها لقب المثقف الأول.
أذكر يوم تحدث مع أخي على االهاتف بعد تغيير الدستور السوري و استلام بشار الحكم وقال له : هناك في تاريخ سوريا نقطة بيضاء، راية نرفع بها رأسنا عاليا نحن السوريون عندما قرر يوسف العظمة الشهادة انتحارا على أن يسجل التاريخ دخول فرنسا إلى الشام من دون مقاومة. و اليوم يا صديقي يسجل التاريخ نقطة سوداء في حياتنا نحن السوريون عندما يستلم بشار حكم سوريا بتغيير للدستور في مهزلة لم تشهدها أي دولة في العصر الحديث.
🙂 🙂
ازداد إعجابي بالأسطورة جورج فقد اختصر كل مشاعري المختلطة تجاه هذا الحدث بموقف بسيط … بغض النظر عن شخص بشار لكن الطريقة هي نقطة سوداء بتاريخنا نحن السوريون.
قررت أن حلمي الأول أن أصبح جورج …. ههيهيهه، فهو الرمز للمثقف الذكي المحنك.
منذ أربعة أشهر كنت بفرنسا عند أخي و تحدث مع جورج على سكايب ( صرنا بعصر السكايبات و استر يا ربي ) … أنا تلهفت للحديث مع الأسطورة فقد أصبح الآن أباً لطفلين و هو بروسيا وأنا كبرت فلم أعد الطفلة و ربما هذا يشفع لي عنده لكي أحصل على شرف مناقشة الاسطورة و لو لـ 5 دقائق.
وخاصة بالظرف الذي تمر فيه سوريا أردت ان أقول له، سوريا تريد ان تمسح النقظة السوداء من تاريخها و لابد أنك سعيد بهذا ….. بعد الإنتهاء من حديثي مع جورج سقط الرمز و سقطت الأسطورة ….. فالملحد جورج، أصبح فجأة مسيحي يخشى على مستقبل المسيحية من البعبع الإسلامي…
فالشريف جورج، أصبح يرى أن مشكلتنا ليست بالفساد بل بزيادة النسل التي يشجعها الالتزام الاسلامي…
المقاوم جورج، أصبح الشبيح الاول، الوول عنده على الفيس بوك لا يختلف عن وول عنصر أمن حاصل على الشهادة الابتدائية…
الحالم جورج، قال لي : أنا اكبر مثقف بسوريا و لا أظن ان هناك من يفهم بالحرية أكثر مني، و أنا أكتفي بالعيش السليم الآمن مع طفلي، و أنتم المتظاهرون مخربون و لازم بشار ينضف الساحة السورية منكم !!!!!
و سقط جورج الرمز … سقطت الأسطورة … و أنا الآن أكتفي برؤية ابن البياضة، ابن دير بعلبة ولاد العشيرة الذين يخرجون ليقولوا الشعب السوري واحد و لم يقرؤوا كتابا واحدا عن الأديان.
و الذين يندهون سلمية من دون معرفتهم بغاندي أو حتى الهند و بريطانيا.
و يصرخون حرية … و لم يقرؤوا لجبران خليل جبران كلمة … و ربما ظنوا أنه شيخ عشيرة من العشائر ……..
هؤلاء هم الأسطورة و أمثال جورج هم من المثقفين المتثاقفين … وداعا لكم من ذاكرتي ومن سوريا الحرة … سوريا بلوحة بيضاء ليس فقط بنقطة بيضاء .
لطالما ذهلت لأحاديثهم ، عبارات موجزة بمضامين مخيفة، فتوصيف أي حدث عندهم مهما كبر يمكن لبعض كلماته وصفه و اختزاله.
وكم من الوقت قضيت أفكر بعباراتهم و أقلبها و ابتسم بسري فهي صحيحة مئة بالمئة، دقيقة لا تشوبها شائبة، بسيطة كمعادلة انشتاين الذي اختزلت الكون بثلاثة بارامترات.
زارنا جورج بأحد المرات و تفاجأت بأنه لا يعرف الجلوس على الأرض (تربيع بالعامية)، و ضحكت عندما أعطاه والدي شيئاً أعلى ليلعب معه الطاولة و أصبح هناك فارق ارتفاعي بين بابا و جورج و حمدت ربي أنها فقط لعبة طاولة وليست شدة وإلا لستطاع جورج رؤية ورق والدي أوضح من ورقه .
المهم … جورج هذا كان أكثر أصدقاء أخي قراءة، و أعتقد أن جميع مقاييس التثقيف المادية التي حاول العالم وضعها لتحديد المثقف من غير المثقف، تنطبق جميعها على جورج و يستحق بها لقب المثقف الأول.
أذكر يوم تحدث مع أخي على االهاتف بعد تغيير الدستور السوري و استلام بشار الحكم وقال له : هناك في تاريخ سوريا نقطة بيضاء، راية نرفع بها رأسنا عاليا نحن السوريون عندما قرر يوسف العظمة الشهادة انتحارا على أن يسجل التاريخ دخول فرنسا إلى الشام من دون مقاومة. و اليوم يا صديقي يسجل التاريخ نقطة سوداء في حياتنا نحن السوريون عندما يستلم بشار حكم سوريا بتغيير للدستور في مهزلة لم تشهدها أي دولة في العصر الحديث.
🙂 🙂
ازداد إعجابي بالأسطورة جورج فقد اختصر كل مشاعري المختلطة تجاه هذا الحدث بموقف بسيط … بغض النظر عن شخص بشار لكن الطريقة هي نقطة سوداء بتاريخنا نحن السوريون.
قررت أن حلمي الأول أن أصبح جورج …. ههيهيهه، فهو الرمز للمثقف الذكي المحنك.
منذ أربعة أشهر كنت بفرنسا عند أخي و تحدث مع جورج على سكايب ( صرنا بعصر السكايبات و استر يا ربي ) … أنا تلهفت للحديث مع الأسطورة فقد أصبح الآن أباً لطفلين و هو بروسيا وأنا كبرت فلم أعد الطفلة و ربما هذا يشفع لي عنده لكي أحصل على شرف مناقشة الاسطورة و لو لـ 5 دقائق.
وخاصة بالظرف الذي تمر فيه سوريا أردت ان أقول له، سوريا تريد ان تمسح النقظة السوداء من تاريخها و لابد أنك سعيد بهذا ….. بعد الإنتهاء من حديثي مع جورج سقط الرمز و سقطت الأسطورة ….. فالملحد جورج، أصبح فجأة مسيحي يخشى على مستقبل المسيحية من البعبع الإسلامي…
فالشريف جورج، أصبح يرى أن مشكلتنا ليست بالفساد بل بزيادة النسل التي يشجعها الالتزام الاسلامي…
المقاوم جورج، أصبح الشبيح الاول، الوول عنده على الفيس بوك لا يختلف عن وول عنصر أمن حاصل على الشهادة الابتدائية…
الحالم جورج، قال لي : أنا اكبر مثقف بسوريا و لا أظن ان هناك من يفهم بالحرية أكثر مني، و أنا أكتفي بالعيش السليم الآمن مع طفلي، و أنتم المتظاهرون مخربون و لازم بشار ينضف الساحة السورية منكم !!!!!
و سقط جورج الرمز … سقطت الأسطورة … و أنا الآن أكتفي برؤية ابن البياضة، ابن دير بعلبة ولاد العشيرة الذين يخرجون ليقولوا الشعب السوري واحد و لم يقرؤوا كتابا واحدا عن الأديان.
و الذين يندهون سلمية من دون معرفتهم بغاندي أو حتى الهند و بريطانيا.
و يصرخون حرية … و لم يقرؤوا لجبران خليل جبران كلمة … و ربما ظنوا أنه شيخ عشيرة من العشائر ……..
هؤلاء هم الأسطورة و أمثال جورج هم من المثقفين المتثاقفين … وداعا لكم من ذاكرتي ومن سوريا الحرة … سوريا بلوحة بيضاء ليس فقط بنقطة بيضاء .
.
بقلم: شذى
بقلم: شذى
تعليق واحد
يا حيف يا جورج لو كنت عنجد مسيحي كنت بتعرف انو الدين المسيحي بيرفض الظلم و بيقدس الروح البشرية و انو دين الفقراء و المضطهدين و المظلومين ..انت لا قدرت تكون مسيحي و لاقدرت تكون علماني بصراحة دينك التشبيح و بس …