سمر يزبك | فيسبوك
منذ أيام أتحدث مع بعض أفراد الجيش الحر عبر السكايب، من خلال صديقة. أنا في الخارج طبعا، عمري مسروق مني، عمري وانسانيتي أيضاً، أخاف من كل خبر، أعيش خارج المكان، داخله، تلقيت اتصالاتي. مزيج من الأسى الآيل الى العدم، القتل والقتل والقتل.
أقف مدهوشة! كل ما أفعله، لا يجعلني أغادر احساسي بأني حفراة سوادء تمشي على قدمين! ولكنهم اليوم قالوا لي أشياء مؤلمة، نعم جنود رفضوا القتل، بسطاء، طيبون، لا يريدون من الحياة أكثر من العودة الى البيت والاستمتاع بحمام ساخن، وكأس شاي أسود. مجموعة أربكتني. عندما قلت: الرصاص شيطان البشر الجديد! أحدهم قال لي: بس يسقط النظام، سأترك هذا العالم، وأعود إلى قريتي. ضابط منشق قال: نحنا مو وحوش، نحنا ما بدنا نصير وحوش! صمتت طويلا، وهم ظنوا أن الاتصال انقطع، قلت لهم: كنت أخاف منكم، لا أحب العسكر! سمعتُ ضحكة، وقال صوت: والله يا مدام نحنا اللي منخاف، ونحنا اللي بدنا تخلينا ما نخاف! صمتُ ثانية، فهذا القتل كله يحدث، وكأنه موجه إلى، أنا آكلة الخطايا، أنا من اعتقدت خطأ أنها ستحمل وزراً عن وزر. شيء يشبه لحظة الموت، أن تمر تلك العذابات عبر مسبحة قلبي!
الصوت الذي يبدو شاباً قال: نحن لا نريد شيئا، نريد أن لا نُجبر على قتل أخوتنا، لا نهدد أحداً، ولانريد لأحد أن يهددنا، وأنت علوية منا وفينا.
شعرت بحرقة في جلدي عندما عرفني بطائفتي، هذا آخر ما أتمناه! قلت له: ونحن لا نريد إلا أن نكون أخوة في الوطن وشركاء فيه.
أضاف: بارك الله فيك يا أختي.
طال الحديث! حديث مملوء بالألم ، أخبروني عن بعض التجاوزات، عن الموت عندما يصير كالتنفس! عن الوحش الذي يستيقظ عندما يصير القتل فعلا يوميا! ولكن صوتهم كان يرتجف.
أحدهم قال: شو بدنا نعمل: يا قاتل يا مقتول، وأنا التي كنت أظن أني أمام ميزان العدالة، وقفت مذعورة من فداحة تلك الجملة، التي أضاف إليها: يعني إنتي قدام، إذا حدا بدو يقتلك ما بدافعي عن نفسك؟! تذكرت أرسطو حين قال أنه يفضل أن يكون القتيل، لكني لم أكن متأكدة أني أفضل هذا!