بقلم نايف شعبان
————————–
منذ بداية الثورة ونحن نركض خلف سرابٍ من الأوهام والآمال بانتظار تصريح أمريكي أو أوروبي يأتي لنا بهذا (الناتو) ليخوض عنا حربا يحررنا بها.
أما آن لنا أن نعلم أن الناتو لن يأتي لإنقاذنا ؟
أول جمعة في الثورة كانت جمعة الكرامة وتلتها جُمع تنتصر بالله ثم بدأنا نستجدي الغرب والشرق لينصر ثورتنا. منذ اليوم الأول كان واضحا أن الثورة السورية تواجه كل أشكال الشر والأنا في هذا العالم المتلاطم المصالح، أن ثورة صمدت في وجه كل هذه المؤامرات لهي ثورة عظيمة بحق وبكل معنى الكلمة، أنها حرب ضد كل أشكال الشر في هذا العالم، يخوضها شعبٌ مقدامٌ فدائيٌّ علم الدنيا معنى الفداء.
و لكن “فاقد الشيء لا يعطيه”، لقد قمنا بثورتنا معتمدين على الله ثم على أنفسنا وكلنا ثقة بأننا نستطيع قهر هذا الاحتلال وبناء دولتنا التي نسعى لها، فعندما تخلينا عن ثقتنا بالانتصار والبناء وتعلقنا بأوهام الناصر من وراء الحدود تاهت البوصلة على أبواب السفارات وشاشات الإعلام.
لنتمتع بجرأة الثائر على الأرض ولنواجه أسوأ كوابيسنا ولنعترف أننا أسُّ المشكلة بِرُمَّتها.
نحن شعب يمتلك من العزيمة والإصرار والمخزون التاريخي ما لا يمتلكه شعب آخر في العالم، وأن لنا محيطاً عربياً وإسلامياً يهدرُ كالسيل في انتظار لحظة الانتصار، إننا أقوى من هذا الاحتلال بعشرات المرات كل ما نحتاجه هو ذلك التكاتف والتعاضد وإيجاد قيادة موحدة تخوض حرب تحرير حقيقية وتنسق بين الكتائب لتبني جيشاً للتحرير الوطني وتنزع الغطاء عن المال السياسي الذي ساهم بقصد أو بدون قصد بالإضرار بثورتنا وشارك بالفوضى التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء.
نعم لقد أحرقَنا المالُ السياسي والتناحر السلطوي القبيح فبات همُّ معظم الناشطين كيف يسوق الانتصار الى ساحته ويحلم بأن يكون هو صاحب السبق، وكأننا نخشى أن نتوحد ويكتب الانتصار باسم الثورة فقط دون ذكر البطل الأوحد قائد الكتيبة أو قائد الحزب أو التكتل أو التيار الذي سيكتب لسوريا النصر المبين !!
إن كتائبنا على الأرض تنشق على نفسها بدل أن تتحد، وأصبح معظم القادة من وراء الحدود من الحالمين أو المندفعين أو أصحاب الأموال.
منذ البداية كان الحل واضحا…
حربٌ واحدة ذاتُ تنظيمٍ فكري وعسكري يهدف لإسقاط دولة الاحتلال وإقامة دولة الاستقلال، مفردات هذا البناء متوفرة ومتناغمة ولكنها بحاجة لإرادة حقيقية من القيادات الشعبية والعسكرية لتوحيد الصف. غرِقنا في تفاصيل خلافات المعارضة ومُورس علينا الغبن والدهاء السياسي بدعوى أن “الناتو المنتظر” له علامات للظهور أولها توحُّد معارضتنا المصونة ليتقاطر الغرب والشرق لنجدتنا !!، لقد بتنا نظن أن المجازر من علامات ظهور الناتو، يبدو أن الناتو ضاع في “السرداب” !!
أية معارضة هذه التي يجب أن تتوحد؟
إن كان هؤلاء معارضون وقادة فما هو تصنيف ثوار الداخل؟ هل هم وقودٌ لأحلام حفنة من المتثاقفين المدعين الذين لم يحلموا يوما بأن يصلوا للسلطة وجاءتهم الثورة لترتقي بهم من غياهب الصالونات السياسية إلى قمة المجد السياسي لتُفتح لهم بوابات السياسة في الغرب والشرق ويتسابق الساسة لخطب ودهم؟
أيها الواهمون لا وزن لكم إنكم أحجارٌ على رقعة شطرنج أرضها مرصوفة بجثامين الشهداء من النساء والأطفال وخيرة شباب الوطن. إن كان هؤلاء معارضة فليخبرونا لمن هم معارضون؟، لقد اتخذت الثورة قرارها وأسقطت شرعية هذا الاحتلال فهل هناك مبرر لوجود معارضة ؟. ثم من قال أننا لا نستطيع التقدم إلى الأمام إلا بهذه الوجوه الناعمة البراقة التواقة للكميرات وصفحات الجرائد؟
لقد عقدنا العزم منذ اليوم الأول أن نُسقط هذا الاحتلال مهما كلفنا من ثمن، وعقدنا العزم أن قوافل الشهداء بالانتظار لبناء سوريا، لكننا أبداً لم نقل أننا جاهزون لتقديم النساء والأطفال ذبائح تحت سكين الجلاد. فلنستيقظ الآن قبل أن تطوقنا لعنات المستضعفين من النساء والأطفال شهداؤنا وضمائرنا التي سقطت تحت يد سفاح أرعن لا يعرف من القيم الإنسانية حتى مفرداتها.
آن الأوان أن نتوحد في الداخل سياسيا وعسكريا ونبدأ حربا ذكية حقيقية لاجتثاث هذا الكُرهِ من أرضنا ولنتماسك ونتكاتف لبناء جيش حقيقي للتحرير مخزونه غنائمه من عدوه وما يستطيع أن يحصل عليه من دعم. لن يأتي الغرب لمساعدتنا ولكنه سيأتي قبل الانتصار بساعات ليعلن الانتصار ويحصد إنجازاتنا على طبق من ذهب ويسلمها بكل هدوء لحفنة من المتسلقين مدعي النضال على أبواب المحافل الدولية ولبعض المنشقين الذين يمارسون عمليات الغسيل لتاريخهم العفن القذر، الذين لم نسمع من أحدهم كلمة الندم على ما ارتكب في ماضيه أو نيته بالوقوف أمام الشعب للحساب. لنبدأ فعلا باستعادة زمام ثورتنا التي هُجِّرت الى المحافل الدولية وشاشات الإعلام ولتعد ثورةً على الأرض فاعلةً ومحددة الوجهة وليست عشوائية وردّات فعل. فلنتماسك من جديد ولنستعد ثورتنا من جيوب المنتفعين وخزائن الساسة المارقين وكفانا تشتتاً وتشرذماً وإلا فإننا سوف نستيقظ على انتصارٍ لن يجد له ثائراً حقيقياً يحتفل به.
كل حراكنا الثوري في الداخل والمهجر هو رهنٌ بقرار الثورة على الأرض ورهنٌ بقيادةٍ حقيقيةٍ سياسيةٍ وعسكرية تتشارك المهام على خارطة طريق واضحة بدلا من تضييع الوقت والدماء بإرهاصات من سيقودنا بعد الانتصار لأنه لن يبقى منا أحدٌ ليحتفل بهذا الانتصار.
إننا الشركاء في هذه المجزرة لا تلوموا عدوكم اللئيم فهذا ديدنه منذ احتل القرار في سوريا وإنما اللوم الأكبر علينا نحن الثوار الذين لم نستطع أن نوحد صفوفنا ونقتلع هذا الوباء الى الأبد.
آن الأوان أن يتوقف إعجابنا بنجوم الإعلام والسياسة ونركز تفكيرنا على رسم خارطة الطريق لتحرير الأرض والإنسان بجملة أعمال تنتظم فيها الثورة في تناغم تاريخي يثبت للعالم أننا قادرون على التضحية ولكننا قبل ذلك قادرون على حزم أمرنا. إن كان لابد من الشهادة والدماء فليكن ذلك في عمل يحفظ ما يمكن حفظه من دماء المستضعفين ويترك شيئا للأجيال القادمة تستطيع به بناء سوريا المستقبل.
أيها الحقد الطائفي….أيتها المصالح الاقليمية والدولية…أيها المال السياسي…. أيتها الأطماع الحزبية والفئوية سيكون لنا معكم وقفات بعد الانتصار وستنكشف كل بؤر الشر التي ساندت الاحتلال في قتله وذبحه للسوريين، وكلٌ سيحصد نتاج أفعاله.
سننتصر بإذن الله… والله معنا وفي عوننا.
5 تعليقات
تنبيه: مدونات: شركاء المجزرة في سوريا
تنبيه: اخبار مصرية | اخبار الرياضة | اخبار عالمية | اخبار الفن | اخبار اليوم » مدونات: شركاء المجزرة في سوريا
تنبيه: مدونات: شركاء المجزرة بسوريا.. ودرس إسلاميي ليبيا — عربي .. 3rby.me
تنبيه: مدونات: شركاء مجزرة سوريا.. ودرس ليبيا — عربي .. 3rby.me
تنبيه: مدونات: شركاء المجزرة في سوريا ‹ بوابة وادي حلفا