ما زلنا حتى اليوم “كشعب سوري ثائر” نتحدث ونطيل الحديث كثيراً عن السلمية والعسكرية، وعن التسليح أو عدم التسليح، وعن الثورية أو الحربية، وعن غاندي أو جيفارا!
لو دخلتم إلى قلبي لتأكدتم من ثقتي التامّة بأن كل هذا الكلام هو هراء و “خرط” فاضي!
نحن نريد إسقاط النظام، فلماذا نضيع أوقاتنا وأعمارنا بهذه الجدالات العقيمة؟ لماذا نستمع لأشخاص مشكوك في وطنيتهم ونشغل أنفسنا بالرد عليهم؟ على اعتبار أنهم يحاضرون في السلمية؟ يجب علينا كثوار سوريين أن ننتهي فوراً من هذه الجدالات العقيمة التي لا معنى لها والتي لا تزيد إلا في قتل أبناء شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر بحقه ..
ما زال بعضنا مختلف ويضيع وقته بإثبات وجهة نظره “العسكرية” أو “السلمية” ويترك العمل الثوري الحقيقي وراءه ويتجه لهذه السفاسف التي لا تضر ولا تنفع ..
من وجهة نظري .. أهم سمات الثورة السورية أنها قائمة على العمل الجماعي المنظم، ولذا فإن نسب الخطأ في اتخاذ القرار تكون ضئيلة جداً، كما أن السمة المهمة الأخرى والتي لا يستطيع أحدٌ إنكارها أن ثورتنا دوناً عن كثير من ثورات العالم كانت سلمية وعسكرية في نفس الوقت، ولذا فإن اختيار الخيار السلمي أو العسكري سوف يكون بحسب المرحلة وبحسب الموقف وبحسب الخطة التي أعود وأؤكد أنه يتم اتخاذها جماعياً..
ثم أريد أن أهمس في أذن دعاة السلمية التامة “أمثال هيئة التنسيق” وأقول لهم: أليس مثلكم الأعلى في سلميتكم المطلقة هو “غاندي”، وأليست مقولته المشهورة: “النصر الذي يأتي بالعنف يعادل الهزيمة” هي منهجكم، ألم تعلموا أن نفس الشخص “غاندي” يقول: “من الأفضل أن نظهر العنف إذا كان هناك عنف في دواخلنا، على أن نحتفظ بذلك العنف بداخلنا ونظهر الضعف” !!
ها هو نفس الرجل يعترف بأن العنف مطلوب في بعض الأحيان!!
السلمية والعسكرية في الثورة السورية برأيي وجهان لعملة واحدة، كلاهما يكمل الآخر، لأنه لا يستطيع الجميع أن يكون مسلحاً، كما أن الجميع لا يستطيع أن يكون سلمياً، كلٌ يعمل في موقعه، وهذا هو الخيار الأمثل والصحيح في الحالة السورية ..
وبدلاً عن أن نشتغل في هذه السفاسف أرجو من الجميع أن يعمل جاهداً في نصرة الثورة السورية وكلٌ من موقعه، وحسب مقدرته، لأنه وخلال كتابتي لهذه الكلمات تقصف بلدة “الحفة” قصفاً شديداً ويتخوف الناشطون من حدوث مجزرةٍ بها، بعد أن حصلت مجازر طائفية في كلاً من “الحولة” قبل عدة أيام، و “القبيرة” بالأمس ..
كلما زدنا من اختلافاتنا كل ما زاد النظام في مجازره، وكل ما نستطيع فعله هو الاستنكار والشجب!! كما واستطعنا أيضاً تغيير صورة “بروفايل الفيس بوك” !!
دمتم ..
إبراهيم حسن
للتواصل: i.abaji@hotmail.com
تعليقان
تنبيه: سلمية .. أم عسكرية !! « مختارات من الثورة السورية
«أحنا عايشين هنا ببركة ربنا.. أجابة فطرية تحمل الكثير من علامات الرضا، جاءت على لسان شاب فى منتصف الثلاثينيات، يدعى عوض حسان، راعى غنم، رداً على سؤال وجهته إليه منفعلاً «كيف تعيشون هنا؟!!!»، مؤكداً أنه يعيش فى هذا المكان منذ مولده، دون أن يشهدوا أى مسؤول أو تغيير فى حياتهم، منعدمة الخدمات والأساسيات،
ويقول عوض الذى يعول زوجة و 5 أطفال بجانب والدته: « لم يكن أمامنا سوى أتخاذ هذه الأرض مسكناً ومحلاً للعمل حيث نعمل جميعاً إما فى رعى الأغنام للغير أو فى الزراعة » ، أنضمت لحديثنا «أم عوض» قائلة: «لو توافر معنا المال نرسل بعضنا لشراء الأرز والسكر والجبن والدقيق من سيدى برانى، أما إذا شحت النقود نكتفى بأكل العيش والبطيخ، الذى نزرعه ونخزنه ليبقى لدينا طوال العام».
هنا تدخل الشيخ على عمر، عمدة العزبة قائلاً: «الخيام دى بتبقى شديدة الحرارة فى الصيف وقاسية البرودة فى الشتاء، كما أنها لا تقينا من السيول، التى عندما تهب علينا نتجمع كلنا فى مكان واحد لنحتمى ببعضنا البعض، حتى توقف الأمطار، والعام الماضى تسببت الرياح والسيول فى أصابة أحد أطفالنا بالشلل، كما أصيب آخر بالصمم…
مزيد من التفاصيل فى مقال ( ثقافة الهزيمة .. الظلال فى الجانب الأخر ) بالرابط التالى
http://www.ouregypt.us