تعا احكيلك هالقصة
أبي ولد سنة 1951 بسورية، النبك، بحياتو ما طلع برات سورية، يعني صرلو بسورية اكتر من نص قرن، و ازا بدي احسبلك بالأيام كم نهار طلع برات سورية خلال عمرو، سدئني ما بيطلعو أكتر من 6 شهور من أصل هالستين سنة
أما انا يا سيدي فولدت بآخر الـ 1984 كمان بسورية، دمشق، مشفى الشامي، يعني صرلي حوالي الـ 26 سنة عايش بالشام، و ازا بدي احسبلك بالأيام كم نهار طلعت برات سورية خلال هالـ 26 سنة، فكمان سدئني ما بيطلعو اكتر من 5 شهور من أصل هالـ 26 سنة، فيمكن كون عايش انا و أبي بهالبلد أكتر منك يا رفيئي
يعني ولدت و ربيت بالشام، أقدم مدينة بالعالم متل ما بتعرف، شربت من بقين و من الفيجة لمدة 26 سنة، لك حتى شربان من بردى لا تزعل، يعني يمكن أكتر من ما أنت شربان منن يا رفيئي، و يمكن أقل
أغلب رفئاتي كانو سوريين كمان، و يمكن بعرف سوريين بهالـ 26 سنة أكتر منك يا رفيئي
الله ما بعتلي أخوات شباب، بس بعتلي بدالن يا رفيئي واحد حموي ،و نازح ،و شامي ،و علوي، و مسيحي، و بيعرفو حالن، هدول هنن بقا أعز رفئاتي، أما شلتي بالجامعة لمدة خمس سنين فكانت شامي و حوراني و فلسطيني و فلسطينية و درزية، آكلين شاربين سوا لمفلوقين، فلا تحكيلي على الطائفية الدينية أو الوطنية “ازا صح التعبير” الله يرضى عليك، إي و نسيت ئلك أنو أمي من حمص كمان
سدئني بعرف جغرافية سورية أكتر منك، و يمكن شايف من هالجغرافية أكتر منك
مأضي ليالي على جبالا عم استنى شوف الشمس عم تشرق على وحدة من أجمل بقاع الأرض، على الأليلة بعيوني
مأضي ليالي على سواحلا عم شوف الشمس عم تغوص بالبحر بأجمل لوحات رسما الله، بكفي تكون بعيوني
مأضي ليالي قاعد على الرمل عم شوف الساحل كلو عم يضوي بضو قمر يمكن ما بيطلع بغير سما سورية
نايم بالصحرا السورية، و شاوي لحمة بكلشي سهول حولين الشام
شربان أطيب فناجين القهوة الصباحية بأماكن يمكن أنت ما بتعرف انن موجودين بسورية
يمكن بعرف معالم سورية الأثرية أكتر منك، و يمكن شايف أغلبها كمان، يلي انت يمكن ما بتعرف على الخريطة وين موجودة
قاري تاريخ سورية القديم من أيام السومريون و الأكاديون، لأيام الرومان و النبطيون و البيزنطيون، و انتهاء بالعثمانيين
قاري تاريخ سورية الحديث من وقت ما انهارت الدولة العثمانية و الاحتلال البريطاني، و الانتداب الفرنسي و الاستقلال و الوحدة مع مصر
قاري عن سياسة سورية و رؤساء سورية من قبل ما تصير جمهورية بداية من هاشم الأتاسي، و انتهاء بشكري القوتلي
و بعد ما أعلنت كجمهورية من أيام مأمون الكزبري و لأيام بشار الأسد
سامع موسيقى النينوى يلي لقوها على ألواح حجر بمدينة أوغرايت يلي عمرا أكتر من 3500 سنة، من شي سنتين مدري تلاتة سدئني، يمكن أنت يا رفيئي لهلأ مو سامعا، (مو سامعا، مو مو سامع فيا… انتبه!) و ازا بتحب بحكيلا شو قصتا كمان
قاري يا رفيئي شعر نزار متلي متلك يا رفيئي، و قاري شعر الفرا و غيرن
تغنيت بالأغاني الوطنية السورية متلي متلك، و سهران عليها كتير سدئني، سامع أغاني التدمرين و الساحل و الدير و الشام و حوران و كلشي لهجات شعبية سورية ممكن تخطر ببالك
حارات الشام بقا يا رفيئي قصة تانية لحالا، أحلى مشوار بحبو بالدنيا انا و رفيئي الحموي هو بعد الساعة 2 بالليل، لما ننزل بالسيارة على باب توما و الأموي و القلعة و هديك الأراني كلا، بعد الساعة 2 بالليل لما ما يكون فيها غير ريحة الشام و نسمة هوا حلوة و عاصي الحلاني عم يغني “بدنا نعشق بدنا نحب، بدنا نمشي كل الدرب، بدنا نتعلم الرجولة و نحب الشام من القلب”
صرلي من الـ 2003 لليوم، بأضي أربع شهور الصيف على قاسيون، عم اتفرج على الشام، ازا مو كل يوم، فيوم اي يوم لاء
سدئني فينك تسأل رفئاتي العلوية و السنة، لأنو كانو يسهرو معي على مدى هالسنين كلا
حبيت بهالبلد، و بكيت بهالبلد، و انجرحت بهالبلد، و حزنت و فرحت و ضحكت و غشيت ضحك بهالبلد، أكبر قصة حب بقا عشتا بحياتي كانت مع بنت سورية، من الشام، كانت قصة حب طاهرة، أكتر ما بتتصور، و بتوقع قلال يلي عايشينا، يمكن بعشق تراب الشام من كتر ما عشقتا لهي البنت، يا أما بعشق هالبنت من كتر ما بعشق الشام
بحب هالأرض و هالبلد بكلشي حلو فيها، بكلشي بشع فيها، خلقو مزيج كيماوي ابن حرام بخليك تأدمن عليه غصب عن الطبيعة كلا…و بدي ياها تصير أحسن و أحلى سدئني متلي متلك، بدي زيد كثافة هالمزيج، بس ابوس ئيدك ميت مرة، لما انتقد الغلط بهالبلد فلا تخونّي ازا بتريد…قتلني برصاصة بنص راسي، فجر دماغي ميت شئفة و بزئو على هالأرض، و دعاس فوئو معلش، بس ما تخونّي
أخدت كتير من هالبلد، و فضلت هالبلد على راسي و راس أبي من فوق، و لولاها أنا ولا شي، و بنفس الوقت عطيت لهالبلد من قلب و رب، و رح ضل أعطي، سدئني انا الوحيد يلي ضليت من شلتي بالجامعة ما طلعت برات هالبلد، ولا بدي اطلع، لأنو بدي ضل هون، لأنو بدي أعطي هون، بدي زيد على بلدي، بدي فيد هالبلد، بأي طريقة ممكنة، بأي طريقة بقدر عليها، و الحمد الله عم اقدر أعطي، عم اقدر زيد على هالبلد، مشان ما كون زايد عليها، عم اقدر رد لهالبلد جزء صغير كتييير من الشي يلي قدمتلي ياه…الله يخليك ما تخونّي
سدئني أنا بحبك يا رفيئي، بس ازا بعد كل هاد الشي، و بهالأوضاع هي، بدك تقلي اني مو سوري، لأنو مكتوب على هويتي فلسطيني سوري، و بدك تقلي ما بحئلك تحكي لأنك فلسطيني سوري، و خليك ساكت ما بكفي مفضلين على راسك انت و ابوك
فأنا هون يلي رح شك بوطنيتك، و بعروبتك قبل وطنيتك، حتى لو مكتوب على هويتك سوري…فعزرني لأنو السوري ما بيحكي هيك، عزرني رح ضل قول للأعور أعور بعينو، و لما شوف الغلط ما رح اسكت عنو، سمحلي، ازا هاد رأيك فيني، فبكامل احترامي ئلك، ما رح اقدر احترم رأيك بهالموضوع…
فكفاني فخراً أني أحمل أعظم جنسيتين بالعالم
أنا فلسطيني سوري…
تعليقان
ممتازة … الله يسلم إيدين اللي كتبها
كتير فخور لما أشوف الفلسطينية بسورية بهالروعة… بهالوعي… بهالإخلاص
اعتراضي على الكتابات التي أقرؤها في هذا الموقع إنها بالعامية الشامية. أجد صعوبة كبيرة بقراءة الكلمات بالعامية. و انتهي بإني اتصفح المقاطع تصفحاً دون أن أقرأ المقال كاملاً بالرغم من إن الكثير من الأفكار التي تطرح جيدة.
كثيرون من شباب هذه الأيام يميلون للتعبير بالعامية ظناً منهم أنها أقرب للتعبير عن الفرد الذي يكتب كما يفكر و يحكي.
و ربما يكون هناك أمر آخر و هو الرغبة في التأكيد على الانتماء للشام. طريقة ليثبت فيها أحدهم انتماءه الشامي و معرفته بالكلمات و المصطلحات الشامية. لست أعني بكلامي هذا طعناً بشامية الأخ الفلسطيني كاتب المقال أو سوريته. بل هي ملاحظتي على الجميع سوريون، لبنانيون، أردنيون، مصريون، مغاربة، أبناء جزيرة العرب. الكل بات نتنصل من العربية و يكتب بالعامية. ربما لأن التعليم في كل بلداننا العربية سيء لدرجة أن لا أحد حتى من تخرج طبيباً يستطيع أن يكتب جملة واحدة متناسقة بلسان واضح. لربما تخفي الناس عجزها عن بناء جملة سليمة باستخدام كلمات درجت عليها.
أما بشأن أخينا صاحب المقال فهو سوري و شامي و لو لم يولد في دمشق و لو لم يعش فيها ستة و عشرون عاماً، فما باله و قد أمضي فيها سني عمره. ففلسطين ما هي إلا الجزء الجنوبي من سورية. و هل يسأل الحوراني إن كان سورياً؟ كذلك الفلسطيني و الاردني و اللبناني كلهم سوريون أو شاميون لا فرق. و لأولئك منهم الذين عاشوا في الجمهورية العربية السورية الحق كما لغيرهم الذين يحملون هويات لا تشي بصلات تتعدى الحدود المتعارف عليها أن يكون لهم رأي و يكون لهم الحق في التعبير عن رأيهم فيما يجري في سورية. و لهم الحق أن ينحازوا لطرف أو لآخر. و لهم الحق أن يؤمنوا بالمؤامرة أو بالثورة. و لهم الحق في أن ينصروا هذه أو تلك. ففي نهاية الأمر ستصيبهم يد البطش أو ستصيبهم نسائم الحرية كما تصيب البقية الباقية من أبناء البلد.
و في معرض تعليقي على كل هذا أقول إن فلسطين هي جزء مقتطع و محتل من سورية. و أنا حين أناضل من أجل فلسطين فإنني أناضل من أجل بلدي و أرضي المحتلة و لست أناضل من أجل أرض “أخي” الفلسطيني. فلسطين هي جرحي أنا و ليست جرح “أخي” الفلسطيني. و عندما نستعيدها فهي تعاد إلي و لا تعاد “لأخي” الفلسطيني.
الفلسطيني في سورية في بلده، في أرضه، بين أهله و ناسه. لكنه مهجر و هو كإبن عكا أو عسقلان الذي هجر إلى غزة أو رام الله.
كفانا غباء و استغباء في أمر فلسطين فقد ضاعت منا بمهاتراتنا و بسفاسفنا و بطش بنا المستبدون من أبناء جلدتنا و من أعدائنا بسببها. على الجميع أن يدرك أن سورية لن تنعم بالحرية يوماً حتى لو رحل الأسد و زبانيته حتى تعود فلسطين. و هل يهنأ بالحياة من فقد يده أو قدمه؟ فما بالك بمن سلبت منه روحه؟ فلسطين و جراحها تحمل روح الشام. و ليعلم كل واحد فينا إننا حين نستعيد فلسطين نكون قد تغلبنا على كل نواقصنا و كل هزائمنا و كل ضعفنا و بنينا مجتمعاً متماسكاً سليماً صحيحاً يعلم انتماءه و يعلم اهدافه، خال من الاستبداد يحكمه العدل، و كل فرد فيه عزيز و منتج و مبدع. فلسطين تختزل كل نجاحاتنا و كل فشلنا.
ثورتنا للحرية هذه إنما هي خطوة واحدة نحو استعادة فلسطين، فإن لم تكن كذلك فهي من عمل الشيطان. و هي واد من وديان جهنم.