في سوريا النائمة – بخدر عجوز أنهكتها الجنائز- كان يمكن أن تكون الأجمل والأطول والأنقى والأبقى والراسخ والباذخ …….إلخ
في سورية النائمة بحقنة مورفين -بحجم بحيرة طبريا- وغائبة عن وعي ذاتها منذ ثلاث هزائم وخمسين ضربة على الرأس وجلطة في القلب كان يمكن للحاشيتك المحشوة بالهراء والمصنوعة من الخراء. أن تقتسم الجسدْ وتتوجك ملكا على غياب البلد، وتصنع لك الخرز لدرء الحسدْ.
في سوريا النائمة كان يمكن لزيارة منك لامرأة تشققت يدها من حَلبِ الضروع الجافة( في السويداء ) أن تدرّ عليها أملا بحجم الحياة، ولابتسامتك الغائمة أن تعيد البراءة لطفلة اغتصبت في حلب.
في سورية النائمة كان يكفي ان تبتسم لتضحك البلاد، وأن تلثغ لتعطي الأبجدية السورية مجدها الأوغاريتي العظيم.
ويصدق المخدرون إنك تحمل سمات الوطن لا صفات العطن.
في سوريا التي فاجئتك إنها لا تشبه ما ظننت ولا ما قرأت ولا ما تعلمت ولا ما رضعت ولا ما سمعت وقد خدعك مرتزقتك وضحك عليك معلموك ومربوك ومأجروك حين ظننت إنها تحتاج لجيلين كي تستيقظ.
نسيت أنّه تحت غفلة المنام، وغشاوة الخدر، تحت جنح النعاس وهشاشة الانصياع، تحت هدوء الأمان ومقبرة الأصوات النقية. إن كابوسك صار كابوسا عليك وصوت الحرية يعيد للبشر والحجر والشجر أرواحها الهائمة.
يصرخُ بحضورك المغموس بالدم والموت والأشباح والنباح والنواح
سوريا المتيقظة الحالمة كبيرة عليك.
بقلم: فادي عزام