مازن أحمد الجنيد
————————
تتعرض سوريا اليوم لمؤامرة عظيمة عليها كوطن ودولة وعلى شعبها لأن العالم كله يعرف أن تلك البقعة الصغيرة من هذا العالم كانت ذات شأن عظيم يوما ما يوم كانت تصدر منها قرارات إدارة العالم ولأنهم يعرفون وموقنون أيضاً أنها ستعود يوماً لممارسة ذات الدور القيادي والريادي في هذا العالم الذي يتصدره الآن أناس كلهم بلا ضمير ولا أخلاق , تحكمهم أطماع مختلفة من كل إتجاهوتدير تلك الأطماع أناس وحوش ومافيات سراق الشعوب ودول قذرة تكيل بمكاييل حسب المصالح لا المبادئ كما تدَعي . تزور التاريخ وتمحو منه ماتريد ومايناسب أهوائهم ومصالحهم القذرة . لذا فإننا نرى العالم أجمع يسابق الريح ليبقي على الوضع السوري على حاله من اللاحسم على أرض الواقع , وذلك ماهو إلا رغبة يقودها زعماء الصهيونية العالمية ودولتهم إسرائيل وصاحبة الفيتو الحقيقي على سقوط
بشار الأسد والمتصهينون من داعميهم والراغبون في دعم تلك الدولة العصابة لهم إما في إنتخابات على الأبواب أو تأهيلهم لخوض إنتخابات قادمة , وبنفس الوقت تدرك تلك الدول العظمى في قباحتها أن حكم آل الأسد الممانعون للمساس بأمن إسرائيل بات ساقط لا محالة , لا لشيئ سوى أن تلك الثورة ليست من صنعهم وأن يد الله ممتدة وداعمة لها وليس لهم أي سلطان في إدارتها ولم يحسبوا يوماً حساباً لها ولم يتم إيجاد بديل للرئيس كما جرت العادة بالنسبة لهؤلاء الكبار في العالم , هنا يأتي دورهم الريادي في التآمر على حرية الشعوب , فيبذلون كل ما بإستطاعتهم ليمدوا من عمر تلك الثورة دون حسم لأحد طرفيها ( الشعب الثائر و رئيس وعائلته و طائفته و جيشه القاتل لهذا الشعب ) فتترك الأمور للزمن وهزيمة أحد الفريقين بحسب صمود الآخر في تلك المعركة , وهنا تكون سوريا دولة منهكة خائرة القوى , وجيش مدمر محبط و متهم بالخيانة العظمى وغير موثوق به ويلزمه عقود لبناءه من جديد , تكون إسرائيل بذات الوقت قد تقدمت مئة عام عليه , وإقتصاد منهار سيعتمد على مساعدات الكبار وديونهم القاصمة لظهر أعتـى الدول , ودولة منهارة ومدمرة مضطرة لطلب العون من ألدِ أعدائها بالأمس وشعب متعب من ظالم الأمس والسائر إلى غدٍ مجهول لا تعرف عواقبه
وها نحن بدأنا في الشهر الأول من عام ثورتنا الثاني ومازلنا نسمع كل يوم تطمينات أمريكية وأوربية للقاتل بأنها ليس بنيتها إستخدام القوة لنصرة الشعب والثورة التي نرى كل علامات الألم التي يشرف على رسمها على قسمات وجوههم أعتى فنانو الماكيير في هوليود وبوليود لأن الوضع السوري مختلف ومعقد حتى حسبنا أن سوريا باتت تخيف أميركا والغرب والشرق والشمال والجنوب ! ودول عربية منقسمة مسلوبة القرار أغلبها ينادي بلا لتسليح الجيش السوري الحر حرصاً على إرضاء ( السيد ) لا كما يدعون بأنهم خائفين من حرب أهلية ستحرق البلد على أساس أنه لم يحترق بعد .
بينما الطرف الآخر في المؤامرة الكونية على شعبنا السوري و صاحبة ( الفيتو – روسيا العظمى ) المسكينة الخائفة على سوريا من حرب طائفية تقوم بنفسها بتغذية طرفها الأقوى بالعتاد و المعلومات الإستخبارية وحتى بالكوماندوس الذي تمرس على إقتحام الدوما الروسي ( مجلس النواب ) في موسكو عندما يعارض أباطرة الحكم في البلاد , وهنا تكتمل خيوط اللعبة الصهيونية في شد الحبل وجذبه بطرف يتباكى ويندد ويضعف تحت ضغط الشعوب فيحيل الأمر لمجلس أمن لا أمن يرجى منه , و طرف آخر يجلس رافعاً يده بالفيتو , فتكون هنا إطالة المهلة لنظام مهزوم أمام إرادة لم يستطع الكون كله من ثنيها أو كسر إرادتها .
نحن واثقون من نصر الله لتلك الثورة لأن ندائنا بات لله وحده لا للعباد ولأننا رفعنا أكفنا متضرعين إلى الله وحده الناصر المنتصر لعباده الداعون إليه , ونعرف أنها ستطول معركتنا تلك لأننا وحدنا اليوم أمام حكم ظالم ومساندون له من شرقنا وغربنا وشمال تصريحات لاتسمن ولا تغني عن جوع .
الحمد لله وحده ، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب.. وحده