لم أعرف هذا المصطلح من قبل، ربما بسبب مكان معيشتي الجغرافي في سوريا، لكنني سمعته الآن في الثورة، و تعرفت الى ملامح هذا الكائن باندهاش شديد في كل مرة ….
لاحقاً اكتشفت مدى واقعية هذه الحالة و أن الشبيح ليس كائناً فضائياً هبط الينا من السماء على حين غره، عندما علمت أن عدد من الشباب أقاربي من الدرجة الأولى هم شبيحة، نعم شبيحة نظاميين …
كيف لي أن أتخيل ذاك الطفل الذي كنت أشتري له أكياس الديربي و ألاعبه عندما كان يزورنا قد تحول الآن الى شبيح ….
الاجابة ربما ليست صعبة… طفل ولد و عاش في كنف أب مسؤول أمني،عملياً تربى على أيدي عناصر الأمن الذين يشاركونه الوقت و العمر و الحياة بكل تفاصيلها و التي تبدأ من المنزل و لا تنتهي عند تلك الكولبة اللعينة !
شبيح آخر من أقاربي لم يحظ بعيشة أولاد المسؤوليين، والده موظف بسيط ، لكن الحياة في بلدي أوصلته الى مصدر رزق عند تاجر جل أرباحه تأتي من مغازلة النظام، لا أعرف أية طاقة كانت قادرة على تحويله من انسان جيد الى شبيح، هل هي فقط تلك الآلاف الخمسين التي يتقاضاها آخر الشهر؟!! أهي كفيلة الى هذا الحد لتبيع ضميرك و كرامتك و حسك الانساني ؟؟ً
الشبيحة حالة من التشوه الانساني اخترقت مجتمعنا، اخترقته بلؤم و بشاعة، ولازلتُ بحاجة الى الكثير من التفسيرات المنطقية، لتحول ذاك الطفل الجميل الى قاتل في رقبته دم تلاثة متظاهرين على الأقل …. ثلاثة سوريين!!! …
و لتحول الآخر من شاب لطيف كان يقول لي مراراً (أم السوس بدنا نحكي ولووو ايمتى فاضية )،الى مسخ يحمل هراوة يتربص كقط ذليل في الشوارع لكل حر قد يفكر أن ينطق كلمة حرية …
————————
سهى رحال