بسم الله الرحمن الرحيم
الأحبة المكرمون
ببالغ الشكر تقبلت عزاءكم الكريم في استشهاد أخي محمد، الذي شاركني الدعوة السلمية التي تؤكد أن الانتصار لا يكون بالسلاح وإنما بالفكر، رغم أن التاريخ الإنساني كان في عمومه معتمداً على العضلات وكل ما يرمز إليها من أدوات وصولاً إلى القنبلة النووية.
إنها آيات وأدلة تدلل على أن القوة المادية لا تحمي مهما كبرت، وأن المشكلات تحل بالعقل وليس بالعضلات، فبعد أن ذبح الأوربيون بعضهم بعضاً وتدمرت عواصمهم، هاهم اليوم يتحدون بدون حرب حتى وصلوا إلى درجة إلغاء حكم الإعدام.
هذا القرآن أنزل لقوم يعقلون، فهل بيننا من يعقل ويفهم هذه الأحداث والآيات. هل بيننا ما يدرك ويفهم أن الأسلحة التي نشتريها بالمليارات محكوم عليها أنها لا تستخدم إلا لحماية التمزق، ولا يمكن أن تضر صانعيها وبائعيها، وأنها وسيلة يسيطر من خلالها الخبثاء على الجاهلين.
إن الإيمان بالسلاح والقوة وأنه الطريق الوحيد لحل المشكلات هو الشرك الذي يحبط جميع الأعمال. حتى أننا نحن المسلمين بجميع مذاهبنا وفقهنا وتفسيرنا ألغينا عقل الإنسان وحرية الاعتقاد عندما قررنا أن الذي يخرج من ديننا نستتيبه ثلاث أيام ثم ننفذ فيه حكم الإعدام. الموضوع يطول ولكن ليس من حل سوى الفهم والعقل لحل مشكلاتنا.
بالعقل اكتشف الأوربيون (ميزان) الانتخابات والديمقراطية التي لا تدخل إلى بلد إلا إذا أقر الجميع بعدم اللجوء الى السلاح. إن سيد الشهداء ليس شهيد المعركة وإنما الذي يقول كلمة الحق أيام الظلمات.
لقد خلق الله الكون بالحق وجعل العدل ميزاناً تستقيم به الأمور، لكنه زكى الإحسان فجعله وسيلة يتحول من خلالها العدو إلى ولي حميم، ومهما كان الإحسان صعباً فإن عاقبته أن لا يبقى في الأرض عدو ((ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)).
وأنا أشكركم وبكل احترام تقبلت تعازيكم وتعازي كل من اتصل بي بالهاتف أو الإنترنيت، أشكرهم كلهم جميعاً على هذا التعاطف الذي أكرمنا الله به. والشكر المتواصل لكل من سأل وواسانا ولو في قلبه، فلن يضيع عند الله شيء.