باسل شحادة شهيد الطائفة السينمائية كما أطلق عليه اصدقائه ,
ذو ال 27 ربيعا ,شاب سوري من مواليد حي ( القصاع )في دمشق درس المعلوماتيه في جامعة دمشق قبل أن يحصل على منحة برنامج تبادل الطلاب الذي تقدمه الولايات المتحدة عبر سفارتها في دمشق ومركز الميدايست “منحه فولبرايت”…
سافر إلى الولايات المتحدة ليدرس الأخراج السينمائي ثم ما لبث أن عد إلى سورية مع بدء الأحداث وكان من الناشطينن الذي تم اعتقالهم في دمشق عقب مظاهرة الميدان الشهيرة في تموز الماضي ….
باسل شحادة …..
نحنا كم مرة منعيش ثورة بحياتنا كيف بدك ياني اترك هالحلم اللي بدأ يتحقق وشو بدي قول لأطفالي بس أكبر انو بس بلشت الثورة تركت وطني ورحت اهتم بمستقبلي .. كيف بيكبر مستقبلنا بدون ما يكون عنا وطن.
هذا كان جواب باسل شحادة عندما حاول صديقه اقناعة بالعودة الى امريكا واكمال منحته ….
اختار باسل بعد ذلك وضع امكانياته في التصوير السينمائي لتوثيق معانات الشعب السوري في مناطقه المنكوبه قد لجأ الى مدينة حمص قبل ثلاثة أشهر
ليكون قريبا من الثوار ويقوم بتدريب العديد منهم على طرق التصوير والتوثيق والإخراج ولعل أبرز تلاميذه كان أحمد الأصم الذي استشهد معه اليوم في ذات المكان.
لقد وضع باسل شحادة لمسته الاحترافية المميزة على فيديوهات الثورة التي انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي تظهر موهبته الفريدة وجرأته الكبيرة في تحد آلة القمع لإظهار الحقيقة ونقلها للعالم
شحادة كان يسعى لإظهار الوجه المدني للثورة، وكان ينشط مع مجموعة من أصدقائه في الأحياء ذات الأغلبية المسيحية التي ينتمي إليها لحث الأهالي على التظاهر مع الثوار من الطوائف الأخرى.
كما وحرص على توثيق كل المظاهرات التي يشارك فيها، كما ساهم في إنجاز العديد من الأفلام الوثائقية عن الثورة السورية،
ولعل من أهمها فيلمه “الغناء للحرية” الذي استضاف فيه عددا من المفكرين والناشطين الأميركيين والسوريين، مبرزا آراءهم في قيمة الحرية، وكان من أبرزهم المفكر المعروف نعوم تشومسكي..
استشهد يوم الأثنين 28 أيار جراء القصف المدفعي الذي تعرضت له أحياء الصفصافة وباب سباع في حمص وريفها…
قال شاهد عيان وفي تشييع باسل يوم الخميس في دمشق …
الآلاف تقاطروا إلى القصاع من كل مناطق دمشق وريفها، آخرون وصولوا من حمص ودرعا والسويداء والسلمية خصيصاً لحضور قدّاس باسل،
شباب وبنات من كل الألوان والأطياف والمذاهب، وكنت ترى الفتيات المحجبات وهنّ يضممن أخواتهن المسيحيات من أقارب الشهيد ويبكين معاً…. مشهد يجعلك تطير نشوة كما وصفه أحدهم.
تم إلغاء القداس بأمر من الأمن، وحوصرت المنطقة ضمن قطر 3 كم، وكل من وصل جرى إبعاده أو ضربه وشتيمته بأقذع الألفاظ ومنها شتم عيسى ومحمد بأسوأ العبارات التي تتخيلونها، ووصفوا الشهيد بالفطيسة.
من تمكن من الوصول تعرضوا للضرب وتم اعتقال أكثر من 20 شاباً.
مزقوا صور ونعوات الشهيد وداسوها بأرجلهم، داسو الصليب بأقدامهم أقاموا مسيرات تأييد وهم يشهرون بواريدهم أمام الكنيسة ومنزل الشهيد ورفعوا صور بشار
منعوا تشييع باسل في حمص ودمشق ليخفي فضيحته ويستر على جريمته وليس غريبا على نظام كهذا هذه الافعال النكراء…………
من كلمات صديقي الشهيد عن تشييع يوم الخميس: أسامة محمد – حسان عباس
“البارحة كنا نسأل واحدنا الآخر .. هل يعود النادي السينمائي
سأل واحدنا وأجاب الآخر .. حتماً.. كم أشتاقه.
اليوم شاهدنا صورته .
الشهيد “باسل شحاده “…
الشاب الذي جعلنا ننتظره كل خميس
في كرسيه في طَرف الصف الثاني .
كل خميس كان يفتح من السينما أسئلة ومعرفة.
كل خميس صرنا نشير إليه ليبدأ .. وإلى آخر وآخر وآخره .
كنا وقعنا في هوى الشباب … ولم نكن ندرك كل جمالهم .
نتعلم من نبرتهم وتهذيبهم وثقافتهم وحبّهم الحبّ والحياة.
منهم من اعتقل ومنهم من عُذَبَ … ومنهم باسل.
باسل اليوم في حمص شهيداً مدمىً ومسجى .
“ترك دراسته في أمريكا وعاد لينضم إلى الثورة .. قبلت يديه ألا يعود. أن يبقى هناك لأني عشقه لبلده .. لكنه خادعني وعاد”
عاشق السينما صار يوتوباً.
في اليوتوب يسمونه ” شهيد من الطائفة المسيحية”
في خميس قادم ستضيء الشاشة الصالة
سنحتفظ لك بمقعدٍ دائم … هو ضوء روحك وصورها الشهيدة .
“باسل شحاده ” شهيد من طائفة السينما والثقافة وسوريا الإنسان السيد الحرّ المستقل.
مديرة جامعة سيراكيوز الأميركية كتبت على موقع الجامعة ”
بكل الأسى والحزن يؤسفني أن أنقل لكم نبأ وفاة الطالب باسل شحادة. إنها مأساة رهيبة لعائلة باسل وأصدقائه في سوريا ولطلابه وكل زملائه في الجامعة ولأعضاء الهيئة التدريسية وأصدقائه الذين عرفوه هنا في سيراكيوز،
وفاته هي مأساة للشعب السوري الذي يعاني منذ أشهر من العنف بسبب سعيه الى حرية وطنهم.
ستكون هناك خططٌ لإحياء مراسم وداع باسل في الأسابيع المقبلة كما سيكون هناك وقت لذكرى رحيله في بداية العام الدراسي.
قلوبنا مع باسل وجميع أصدقائه ومحبيه في هذا الوقت العصيب جداً”
أوصاف الفارس لكبريت-