في ظل إنقطاع أغلب وسائل العيش البسيطة لدى السوريين في الداخل، من كهرباء ومازوت وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية، يبتكر الكثير من الشباب وسائل وحلول لهذه المشاكل، ومنها مشكلة التدفئة.
تعتمد حلول هذه المشاكل بشكل أساسي على أشياء بسيطة ومتوافرة بأي مكان، يمكن لها أن تكون سنداً لهم على البرد القارس الذي يعانون منه في الشتاء.
أحد هذه الابتكارات هو (طابات الحرية)، وهي عبارة عن كرات مكونة بشكل أساسي من نشارة الخشب وزيت المحرك المستهلك (زيت الفرام المحروق).
سوريتنا التقت بأحد القائمين على هذا المشروع، الذي عرفنا على نفسه باسم شكيب، وشرح لنا آلية صنع هذه الكرات:
الكرات مكونة بشكل أساسي من نشارة خشب الـ(MDF)، حيث يمكن لنا الحصول عليها من أي ورشة نجارة، أو يمكن استخدام ألواح هذا النوع من الخشب التالفة والغير مستعملة بنشرها وإحضار النشارة بعد غربلتها لتصبح ناعمة، ومن ثم خلطها مع مادة زيت الفرام المحروق، وهو متوفر بكل مكان، بمقدار سطل بحجم 10 لتر نشارة يخلط مع 2 كيلو زيت فرام، ويتم عجنها لدرجة التماسك ثم تدويرها على شكل كرات، ويمكن لهذه الكمية أن تنتج حوالي 20 – 25 كرة.
يمكن تركها حتى تنشف قليلاً، وتتماسك أكثر، ويمكن استعمالها بشكل فوري، حيث توضع في مدفأة الحطب بعد اشعال كمية بسيطة من الورق حولها، ثم تشعل من تلقاء نفسها، وتبقى بحالة الجمر لمدة تزيد عن الساعتين.
حتى أنه في حالات المدافئ العادية، يمكن وضع لوح صاج صغير فوق فتحة المدفأة من الداخل بحيث تفصل المدفئتين، بحيث لا تضر بالمدفأة ولا تؤثر عليها. ولتدفئة غرفة 4 × 4 متر نحتاج لكرتين في المدفأة، تجعل منها دافئة ومريحة لمدة ساعتين على الأقل.
وعن الملاحظات عن هذه الكرات أضاف شكيب بأن هذه الكرات لا يصدر عنها أي رائحة أو دخان، على عكس تخوف الناس منها، حيث أن مجرد إشعالها يجعل من الكرة كتلة من الجمر، وتدفئ أكثر من المازوت.
وعن التكاليف قال شكيب تتراوح كلفة الكرة الواحد بحدود 10 ليرات سورية، أو أل، تبعاً لحساباته على تكاليف ما يصنع بشكل يومي، فكيلو الزيت المحروق بحوالي 50 ليرة، وكيلو نشارة الخشب يكلف 25 ليرة.
وعن سبب تسميتها بهذا الاسم، قال شكيب بأن هذا الاسم مستوحى من إصرار المواطن السوري على العيش برغم كل الظروف وكل الحصار المفروض على الشعب السوري.
جريدة سوريتنا