أبو عامر – من حمصالإنشاءات
————————————
استراجية النظام السوري في التعامل مع وفد المراقبين الى سوريا في اطار بروتوكول المبادرة العربية تذكرني
باستراتيجية المهربين والبائعين المتجولين والتجار غير المرخص لهم عند علمهم بوصول لجان المراقبة المختصة
حيث يلجأ هولاء الى اخفاء بضاعتهم والتخفي من اعين المراقبين بطرق كثيرة ومنظمة بشكل كبير
ووصل الابداع عند هؤلاء الى انهم عينوا مناوبين على اطراف منطقة العمليات لتقصي وصول تلك اللجان
وابتدعوا ايضا طرق كثيرة واستعملوا رموزا وكلمات سر لكي ينقلوا الخبر بينهم وبسرعة البرق….
طبعا قد ياتي الانذار من احد عناصر الدورية ذاتها مقابل اجر معلوم وقد يكون كاشا او بضاعه…
سكان دمشق اعتادوا على ذلك واصبحوا يعرفون كلمة السر بين المهربين لانهم سمعوها في سوق الحميدية
وفي الصالحية وفي ساحة المرجة وسمعوها ايضا في مضايا وفي بقين….
” عباية” هي كلمة السر بينهم ومعناها ان الكبسة الامنية قادمة وعليكم بالفرار لبعض الحين بعد الكبسة
يعود كل سيئ كما كان … يعود المناوبون على امن الخارجين عن القانون الى المناوبة وخرق القانون من جديد
ويعود اعضاء الدوريات لاجراء الكبسات الامنية…
ويعود المنتفعون لاعلام المهربين عن موعد الكبسة القادمة لابتزازهم ويكتبون في تقاريرهم ان الكبسة
كانت سليمة وان كل شيء كان عال العال ..
واصبحت تستعمل من قبل كل خارج عن القانون لتنبيه شركائه عن وصول السلطات المسؤولة…
يستعملها الموظفون لتنبيه زملائهم الذين يشربون الشاي ويقرؤون الجرائد عند وصول المدير
والطلاب المسيؤون في المدارس عند وصول الاستاذ والمجندون في الثكنات العسكرية عند قدوم
الضابط المناوب وكذلك بعض الاولاد في الحارات عند مرور كبار السن والاهالي…
تتعرض اجهزة الامن السورية في هذه الايام بجيشها وشبيحتها وشرطتها ومرتزقتها الى كبسة مراقبة عربية
ابسط ما يقال عنها شرسة جدا … ومن الطبيعي ان هذه الجهات سوف تلجأ الى استراتيجيات كثيرة بهدف
الخروج من المأزق كما تخرج الشعرة من العجين .. يبدو للمتابعين ان اهم الاستراتيجيات
التي بدأت السلطات تتبع لاخفاء الادله عن اعين المراقبين هي نفس استراتيجية المهربين والخارجين عن القانون
السابقه الذكر او ما اسميه ” استراتيجية عباية ”
هذه الاستراتيجية تقتضي من كل الفصائل اخفاء دبابابتها ومدافعها وتغير الزي والاختباء خلف الاشجار
وفي الجحور بانتظار انتهاء الكبسة . حتى السجناء يتم اخفاؤهم ونقلهم بين الثكنات العسكرية
والمدارس والملاعب والمرافىء وقد يتم نقلهم المؤقت الى دول مجاورة حتى انتهاء الكبسة..
ليس سرا على احد انهم كانوا يعرفون وقت الكبسة التفتيشية لان وقتها ومكانها جاء من غرفة العمليات
نفسها وليس سرا بانهم سيعلمون بوقت ومكان الكبسة لاحقا..
لن يكون السوريون مندهشين اذا تم نشر بضاعه النظام السوري في الشوارع بعد كل كبسة
ولن يكونوا مندهشين ان ” كفوا مغيب ” من مدينة وانتشروا في اخرى
ولن يكونوا مندهشين اذا نفى افراد الفريق وجود اعمال خارجة عن القانون اصلا
نظام ” عباية ” يحاول ان يغطي الشمس بالغربال ولكن هيهات……………
يستطيع نظام عباية ان يمنع الطعام والدواء
وحتما يستطيع ان يقطع الكهرباء والماء
ويستطيع ان يخفي جثث الشهداء
يستطيع ان يخفي الادله كلها ….
لكن نظام عباية لن يستطيع ان يسكت الارض اللتي نبذته وبدأت تلعنه
نظام عباية سيسقط بكل جبروته لان تراب الوطن لم يعد يقبل بوجود الفاسدين والخارجين عن القانون
فوقه بعد اليوم والأن………
الاستراتيجية الوحيده اللتي ستنفع هذا النظام المتجبر هي استراتيجية ” بارود اهربوا ”
واتركوا الوطن لمن روى التراب دمه……..