أحمد القراط
عجلة الزمان تدور مسرعة…
حينما يشتد سواد الليل ونتوه بين كلمات وشعارات براقة , بين صدقها وكذبها , وحينما ترمى الأموال عند أقدامنا وحصولنا عليها يعني أن ننحني لها… عندما تصبح السرقة عملنا… والكذب والخداع هوايتنا , ونجد أنفسنا فجأة في متاهة الحقيقة … فالجميع صادق والجميع على خلاف مع صدقه…
حينما نغلب من واقعنا ويصبح لون اللبن أسود ونقتنع بسواده ويصبح الصدق بيننا محرماً.
وحينما تتكالب الدنيا علينا ونصبح فريسة لأطماع مذهبية وعقائدية , فالكل يريدنا له تبعاً والكل يحمل شعاراً واحداً : من ليس معنا فهو ضدنا .
وتنهش لحمنا استخبارات من دول العالم أجمع … دعمها مشروط ومقطوع عنا وشروطه تطبق قهراً علينا.
حينما نصل إلى المقارنة ما بين اليوم والأمس… فتدمع العين حزناً وألماً على الأمس.
حينما يرمي المقاتل سلاحه ويدير ظهره عائداً , ويكسر الكاتب قلمه ويمزق دفتره ويرتجف الشيخ وهو يصعد المنبر عن أي شيء سيتحدث وهل كلامه سيعادي مذهباً ما…
عندها فقط…
يجب أن نذكر دماء شهدائنا … عندها فقط … يجب أن نذكر من ضحى من أجل حريتنا
الحرية التي لطالما تغنينا معهم عنها … التي لطالما ألبسناها ثوب العروس في مخيلتنا وتسابقنا عليها كشباب لتكون من نصيبنا… لا نكترث بمن باع شعاراتنا ومزق ثوب عروسنا… لا نكترث بمن بنى سلماً من جثث الشهداء إلى قمة يتوهم أنه يصلها…
دماء شهدائنا هي وحدها من تدلنا على طريق الخروج من هذه المتاهة التي وجدنا أنفسنا في منتصفها لا نعرف كيف نعود ولا نعرف كيف نكمل…
دماء شهدائنا التي أريقت على أرض سوريا من أجل فكرة الحرية …ليست أغلى من دمائنا إن أريقت لنفس الكلمة إن أحسسنا أن الحرية ستبقى حبيسة مسجونة.
بالأمس كانت سجينة آل الأسد واليوم نخاف من أنفسنا أن نسجنها.
دماؤكم هي خزان يمدنا بطاقة الصبر وعهد علينا أن نحمل شعاراتكم ونسير على درب قد رسمتموه لنا…
ليعود المقاتل مسرعاً إلى معركته ويصلح الكاتب قلمه ويصعد الإمام إلى منبره بثقة الأجيال …
أن في أرض الشام من هم أهل للحرية…