كثيرٌ من الأسماء غادرنا
دون موعدٍ أو حتى أملٍ بلقاء
كثيرة هي الأيام تمضي
مليئة بالحزن والعناء
أوراقنا تعبت من كثرة الحبر
وأسماء الشهداء
.
كلهم مرّوا من هنا
سطروا بأسمائهم
تاريخاً من دماء
مرّوا أخذوا كرامتنا
وحريتنا
وسيرحلون غداً
مع كلّ عهرهم والبغاء
مرت أيام وتوالت جمع عليهم
صفعتهم بقوة على أوجههم
هؤلاء الجبناء
سنمضي اليوم إلى حريتنا
وننعم بها
ويمضون هم إلى مزابلهم
يصيحون عليها
ولا آذان لنا لنسمعهم
فليس لهم منّا إلا حذاء
.
أيا سمراء،
ماذا عساني أقول اليوم لشعبي؟
أيا سمراء
نحن شعب واثق
نمشي بخطا النصر،
طريقنا الحب،
ننشدُ القيامةَ
أحب شعبي مثلما
أحبكِ يا سمراء
يا فتاة نحن لسنا
أرقاماً كما يقولون
ولسنا قتلى وأموات
نحنا يا حبيبتي كلُّنا
مشاريع أنبياء
.
أيا وطني الجميل،
أبالشعر أنظمك،
أم بالغناء؟
كيف يا وطن، جردت
عشيقتي مني،
وفرقت بين حضن أم
ورضيعها دون أي عناء؟
آه يا وطن ما أجملك
لكن يتعبني الشقاء
كيف أبدأ بوصفوك؟
بالتاريخ أبدأ أم بالجغرافيا
أو لا داعي لكل هذا الغباء؟
فعندما تذكر دمشق
يفوح عبق الماضي منها
وتعجبُ لها
كيف تعيش ربيع شبابها
وقد ولدت مع الأرض، والأرض شابت
وهي في عزّ الشباب
عندما تذكر الشام
ستذكر توأمها حلب
لكن أين الشام من حلب،
خانتكِ أختكِ يا شام في عرس حريتك
لكن لا تهتمي، ستعود إلى رشدها
قريباً بثقة ستمشي إليكِ
وأفرحي بإخوتك الصغار
فدرعا فخر كلّ سوري
وحماة جرحنا الذي لا يندمل
حمص، وبانياس
القامشلي وإدلب الخضراء
وكل ما لا يسعني الذكر
آه يا سوريا ما نسيتِ بعد
عهد الحب والحرية والوفاء.
.
أيا بلداً كتبت إليك من عشقي
ومن ذوباني في جدرانك
المطلية بالحب
أحب كل ما فيك يا وطن
أحب النساء
أحب الأطفال والرجال الأتقياء
هنا مكان كل عظيم
هنا الجنة، هنا مسكن الإله
هنا دار البقاء
.
.
بقلم: دلير يوسف
.
تعليق واحد
بوركت أناملك