ما أعرفه شخصيا عن الكيان السوري المحدث الصنع الاستعماري التكوين. إنه داخل هذه 185 ألف كلم. توجد حضائر وتجمعات بشرية وحضارية. تمتد مساحة من أرمينيا وشمال القوقاز. مرورا بتركيا إلى ألبانية. ومن طنجة إلى الخليج. وعمقا بالقرن الأفريقي وشرقا إلى حدود الصين. ألا يستحق هؤلاء الموجودين داخل هذا الكيان على التعرف على أنفسهم أولا.
ثانيا: الخوف على القضية الفلسطينية وخروج سوريا من المعادلة غير وارد ما أقصد وأفهم من الروح اصطلاحا سميناها سوريا. نظرا لدم السوري الحالي المراق يستحق أن لا نطلق عليه استعارة فئوية أو نلحقه بفكرة أكبر منه.
القضية الفلسطينة قضية سوريا بامتياز ليس لوجود 600 ألف فلسطيني هم سوري بالكيان، و فلسطينيين بالجواز. بل لأن الكيان السوري المتقلص حاليا. حين يعود إلى حدوده الطبيعية سيكون كيان شامي عربي كردي إسلامي مسيحي أممي. ولكن بعد أن ينجز اتصاله مع ذاته ونفسه وطبيعته والخروج بخلاصته.
ثالثا: الرومانسية الحالية لا تعني سوريا أولا؟ بالشكل الذي طرح في الأردن، ومصر، والخليج، ولبنان؟ إنما نقصد أستكمال الاستقلال الكيان السوري وتشريع أفكاره ثقافته على بعضها.
ماذا سيضر السوريين أن تعلموا في المرحلة الابتدائية.اللغة الكردية او الآرامية، أو الأرمنية؟
وماذا سيضرهم أن يتم الاختيار في المرحلة الأعدادية. بجانب اساسية اللغة العربية. ان يختار الطالب أن يدرس لغة من لغات بلده ولغة أخرى عالمية؟ أين رومانسية ذلك.
وحين نقول تعلم لغة يعني تعلم ثقافة كاملة.
رابعا: من وحي تجربة عملية خضتها شخصيا : بتأسيس راديو جمع مجموعة من الشباب السوريين كان لي شرف مشاركتهم بعض الأفكار.
طرحنا فكرة إن جزء من المرحلة القادمة لتجنب كل الارتكاسات المحتملة ان يكتشف من يعيش في الكيان السوري ” ونسميهم سوريون.” غناه الجغرافي والإنساني والحضاري والثقافي. بدأ الراديو بالبث. وبدلا من تحويله إلى راديو… ثوري ويبث مرسيل وزياد وقعبور. صار يمرر أغاني شركسية، أرمنية، كردية ، سريانية وأشورية… كم سوري يعرف ويحفظ أغنية لثقافة أخرى موجودة بجواره؟ أعتقد إن بداية التحرر في الكيان السوري هو معرفة نفسه المغيبة عنه. التجربة تكبر ونكبر معها ونكتشف شيئا لن تعرفه لنا الايدولوجيات.؟
خامسا : بعد الاستكمال الانفتاح الداخلي أو بموازاته سيكون لأول مرة التعامل مع القضية الفلسطينية وقضية اللواء . تعامل وطني حقيقي واضح محدد لا يحمل التأويل أو التأجيل. ولا يتفرغ الحافز بالشعار ولا يخضع لمعايير سوق المقاومة بل يخلق لغة مقاومة. تشبه حقيقة القضية. وهنا طرحت شخصيا سؤال برسم المقاومة اللبنانية والسيد حسن نصرالله؟ لا أعتقد إن الحزب وحركة المقاومة الآن تستطيع الإجابة عليه بصراحة وصدق.
( ما هو الخطر على المقاومة إذا كان السوريون يمتلكون كرامتهم؟ ) <مقال سابق لفادي عزام هنـــا>
أخيرا الروح السورية مجاز رومانسي يحمل في روحه طاقة واقعية خلاقة لا تسترعي الخوف بل الاحتضان لا تتهم بالرومانسية الحالمة بل تحتاج فقط لفتح الأفنية لتسيل المياه إلى الجذور مثلما سالت الدماء المنوعة يوما، وتسيل اليوم.
——————————-
بقلم: فادي عزام