لا شك أن كثراً ممّن هزّتهم قضية زينب الحصني يشعرون بارتباك. وبعضهم يخجل على الأرجح من مشاعره، إذ كان يتمنّى أن تبقى “الأيقونة” الشهيدة ميتة، على أن “يراها” على التلفزيون السوري تتحدّث ذليلةً عن هربها خوفاً من أخوتها
وإن كانت المشاعر والخجل منها مفهومة، فإن ما يجدر التذكير به في لحظة كهذه مرتبط بثلاثة أمور
الأوّل، أنه في حال ثبوت “حياة” زينب، فثمة ضحية أخرى مدفونة اعتقدت أم مفجوعة أنها تعود لابنتها. وجثّة الضحية هذه سلّمها مستشفى الى العائلة، ولم يجرِ لمّها من الطريق، أي أن ثمة من أوصلها الى المستشفى، ومعروف من هم الذين يجرؤون في سوريا على إيصال جثث على هذا النحو الى أي مستشفى
الثاني، أن أحد أخوة زينب كان مُلاحقاً من قبل المخابرات السورية التي نجحت في اعتقاله، ثم قضى تحت التعذيب الهمجي، واتّصلت المخابرات بأهله طالبة منهم التوجّه الى المستشفى لسحب جثمانه. وهذا يعني أن القتل تعذيباً ارتُكب جهاراً من قبل النظام ضد فرد من أسرة زينب (وضد الأسرة كلّها)، ولا يُغيّر ظهور الأخت الليلة، إن صحّ، من بربريّته عامة وتجاه عائلة الحصني خاصة
الثالث، أن محاولة النظام استخدام واقعة “زينب” لتجريد الاتهامات له من صدقيتّها تُظهر قلقاً صار يدفعه الى حبك سيناريوهات مخابراتية ليقول لبعض المتردّدين داخلياً وخارجياً، المذهولين من بربريّته، أن ما يُنسب إليه ما هو إلا تجنّ وهراء
على أن كل هذا لن يفيد. فلا الاستثناء – إن وقع الليلة – يُلغي القاعدة، ولا زينب الجريحة والكئيبة ستقتل أيقونتها. ذلك أن جثّة لفتاة مثلها، تماهت معها تسمية، تقبع تحت التراب هناك في حمص… وتنتظر القيامة.
———————
زياد ماجد
تعليق واحد
الحل بصراحة وعرفان رح تضحكوا عليي بس زينب عندها إخت توأم أو قريبة بتشبها
المصدر: الشبيح الإعلامي رامي منصور بحديث مع كزا حدا متفاخراً بحنكة التشبيح الإعلامي