آرتس الشامي
———————-
هي مظاهرة في أهم أحياء دمشق الحديثة, دمشق المدنية, لم يتعدى مشاهدة أحد فيديوهاتها التوثيقية الأربع و العشرون مشاهداً, هذا إن لم يعيد مشاهدة الفيديو أحدهم أكثر من مرة.
العديد من المظاهرات في دمشق يومياً, الحراك السلمي و إن كان بسيطاً و (صاروخياً ) كما وصفته خولة إلا أنّه مستميت, صبايا و شباب لم يأبهوا كون مجمع السيتي سنتر مقفل الجهات و سيقوم الامن باعتقالهم. أبو إلا أن ينزلوا البارحة و يحملوا كلمات ريما دالي عالياً تحت سقف أجبرهم عليه من هندسه, هم ذهبوا للاعتقال بايديهم كي يثبتوا للناس ما هو ثمن الحراك السلمي لحرمانيّته عند النظام, و مع ذلك و لم يتداول خبر اعتقالهم سوى البعض القليل جداً.
سوبرمان الدمشقي
يجلس وراء شاشته السوداء رافعاً عليها شعار الثورة, يلاحق الثورة و اخبارها و مواعيد نشاطاتها, ينظم وقته كي يتناسب مع المظاهرات الطيارة التي ستخرج في اليوم ذاته أو غداً و يبدأ مشواره:
يطير من الميدان لقدسيا لبرزة لكفر سوسة للزملكا حرستا داريا ركن الدين.. يخرج في مظاهراتها و يردد “حريّة حريّة”.. “الشعب السوري واحد”.. و يعود إلى الشاشة ليرى كم شعر رأسه جميلاً مع اختلاف المناطق و الفيديوهات.
يواعد الاصدقاء في سهراتهم الجديدة, هي ليست كسهرات 2010, بل هي سهرات احصاء و جمع و تقسيم المواد الغذائية على النازحين من حمص و المناطق المنكوبة, يساعد في ايصال المواد و توزيعها حتى يأتي الليل, فيعود إلى شاشاته مرّة أخرى ليرى حمص و دمارها و أطفالها, ادلب تركيا أردوغان أردوغان أردوغان أردوغان س س س س لن لن لن .. حصاد اليوم بعد منتهى الرمحي, و يعود لوكر نومه هنيئاً رجلاً سعيداً
المواطن الصحفي الجديد
تخرج مظاهرة في الميدان, يظهر مذيع و مندوب صحفي من هنا و هناك مع عدساتهم الصغيرة:
“مظاهرة في حي الميدان 13-2-2012 ضد بشار الاسد”
يهمسها وصت صرخات المتظاهرين الدمشقيين المتأهبين لسماع كلمة “فركش” ليذوبوا في الشوراع قبل هجوم التتار المفترض, يعود المواطن الصحفي كي يقوم بتحميل المادة, يعطيها اسمها و سماتها و ينشرها بين اصدقائه, و اصدقاء الاصدقاء غلى أن تصل العشرات و لربما بعض المئات فقط.
المشكلة هنا أن مظاهرات دمشق رغم خطورتها الأمنية و تعقيدات تنظيمها, لم تكن تلك المظاهرات الهامّة في نظر الاعلام الثوري, العربي, و العالمي, فلا ينبته الناس إلى أن دمشق تلد في اليوم ما لا يقل عن عشرة مظاهرات شبابية سلمية و تظاهرات ثوريّة لا يأبه الاعلام إلا ببعضه إن انتبه أو راعا ذلك البعض.
ما ينبغي منحه لأولائك الثوار هو تلك التغطية الاعلامية التي يخرجون من أجلها, ليبرهنو للعالم اجمع كم أن هذا النظام كذاب, و كم للحرية ثمن باهظ في بلاد الشمس.
نرجوا أن يكون للمجموعات الثورية في دمشق, صفحة اعلامية تتحدث عن مهماتها و تحركاتها جميعا لحصر و رصد الحراك الثوري في دمشق و اعطائه الزخم الاعلامي الذي يستحق
تعليق واحد
لانها مظاهرات صغيرة و لا تدوم سوى دقائق و حتى الآن تبدو دون فائدة كبيرة .