استهدفت قوات شبيحة النظام السوري المساجد ومآذنها منذ بداية الثورة السورية، لاعتبراها أهم الأماكن التي ترعى المظاهرات، فيخرج المتظاهرون عقب كل صلاة منددين بأفعال النظام واحتلال المدن والقتل الممنهج والاعتقال، مشيعيين لأرواح أهاليهم وأصدقائهم منها.
كانت أوّل المساجد وأشهرها التي انضمت للثورة منذ أوّل تكبيرة هي المسجد العُمري في درعا، المسجد الأموي في دمشق، جامع خالد بن الوليد في حمص، ومسجد الرحمن في بانياس.
تضرر جامع خالد بن الوليد جزئياً حين استهدفت قبته، <استهداف جامع خالد بن الوليد حمص>.
وفي المسجد العمري، هناك خلقت الأسطورة، فعند ارتفاع أول شهيدين في الثورة السورية إلى السماء، شيّع أهالي درعا أبنائهم من المسجد العمري واستمر الإعتصام طيلة أوّل أسابيع في الثورة السورية، وتحوّل المسجد إلى مشفى لعلاج شباب درعا بعد هجوم الأمن عليهم.
إلى أن اقتحم الأمن المسجد وارتكبت مجزرة بحق من فيه. وكانت درعا جينها وحيدة…
تاريخياً، يعتبر الجامع العُمري في درعا أحد أهم الجوامع الأثرية في الفترة الإسلامية الأولى، ويقع وسط مدينة درعا القديمة، ارتبط اسمه باسم الخليفة عمر بن الخطاب الذي أمر ببنائه عند زيارته لحوران. يحتوي على صحن خارجي و مئذنة، هذه المئذنة الشهيرة هُدمت اليوم وقصفت على أيدي شبيحة بشار الأسد. .
يعتبر السوريون استهداف مئذنة الجامع العمري، استهداف لرمز الثورة لديهم، لأن المآذن ليست حجارة، فـ “للمآذن كالأشجار أرواح” كما قال نزار… أو كالشهداء أرواح،
مئذنة العمري… إلى وعد الله، وعهد علينا النصر…