حال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية * كحال المثل المصري الذي يقول:( عشمتني بالحلق خرّمت أنا وداني) .. فحين تم تشكيل المجلس الوطني السوري كانت هناك وعود كبيرة وكثيرة بالاعتراف الدولي والدعم المادي … ولم يتم أي شيء منها ، إلا الفتات ، وكي يتجاوز المجتمع الدولي تقصيره تجاه المجلس الوطني تحت الضغط الشعبي العالمي وتغير المعادلة على الأرض ، وعدت الدول الائتلاف الوطني بوعود الاعتراف والدعم المالي واللوجستي ودعم اللاجئين .. وبالفعل فقد بدأت الدول بالاعتراف بالائتلاف كلٌ على هواه … وفي الحقيقة إعتبرها السوريون خطوة ايجابية ولو أنها ضعيفة ، متأملين بداية الدعم اللوجستي ودعم الجيش الحر بالسلاح الحاسم ، فقيل لنا: لانستطيع الدعم بالسلاح الحاسم خوفاً من الحرب الأهلية والمنظمات الارهابية و …و … إلخ ، فقبل الشعب على مضض على أمل الدعم المالي للثوار واللاجئين ، فبادرت فرنسا وهي السَبـّـاقة في الاعتراف بالائتلاف وحشدت كل امكانياتها لتدعم الائتلاف في نهاية المطاف بمليوووون ونصف يورو !!! ” وتمخَّضَ الجبلُ فولد فأرًا ” .
إن مجرد التفكير في حجم المأساة ومقارنتها بالدعم يثير الشكوك في النفوس فهذا المبلغ يُصرف في اجتماع صغير لمجموعة من الوزارء .. وإن تقديم هذا المبلغ لهو إهانة كبيرة للائتلاف وللثورة السورية .. فتخيل نفسك تفدي أحدهم بنفسك وتخاطرُ بحياتك لحمايته من ذئب مفترس يهجم عليه ، ويصيبك من الذئب أشد الضرر ، واذ بمن فديته بروحك يكافئك بأن يعطيك دولاراً ونصف .. !!!
ليست العبرة بالمبلغ فالشعب السوري لا يشحذ من أحد ، بل إنه يفدي المنطقة كلها بروحه وولده وحضارته وماله وكل شيء .. وحينما لايكون المقابل من جنس العمل فهو إهانة وإستصغار ، فلا نزع للشرعية عن العصابة الاسدية ، ولا اعتراف حقيقي واضح بأن الائتلاف هو البديل لنظام الأسد ، ولا دعم بالسلاح الحاسم ، ولا حتى دعم مالي يغطي أقل القليل من معاناة الشعب واللاجئين ، وإنما يمكن تشبيه هذا المبلغ بالرشوة للائتلاف ( وهو مُبرٌأٌ من ذلك ) ولكن هذا ما يُفهم منه. بمعنى: ( خدوا هالمصاري شبرؤوا حالكم شوي ) فهو لايكفي للمصاريف الإدارية والنثرية للائتلاف ، ناهيكم عن الجيش الحر والجرحى واللاجئين وتعليم اطفال اللاجئين …. إلخ !!!!
كان الأولى برئيس الائتلاف وممثل الائتلاف في فرنسا العزيز منذر ماخوس ، حين ابلاغهم من الحكومة الفرنسية بهذا المبلغ أن يتم الإعتذار عن قبوله بأدب قائلين: نشكر الحكومة الفرنسية الصديقة والشعب الفرنسي الكريم ، فلم نكن نتوقع أن يكون حجم فرنسا هو مليون ونصف يورو وأن يكون تقييمها لثورة الشعب السوري وتضحياته بعد عامين تقريباً بهذه الطريقة.
ربما يقول قائل: ( شحّاد ومشارط ) … ونرد فنقول: أبى الشعب السوري أن يشحذ من أحد بل على المجتمع الدولي كله أن يتكفل بكل مصاريف الثورة وحاجاتها وأن يُقـّـبل أيادي الثوار أنهم يحمونهم ويخلصونهم من عصابة مجرمة كعصابة بشار ومن وراءه كإيران وروسيا.
ســيد السباعي
* يتم الاستعاضة عن الاسم الطويل كطول ثورتنا في باقي المقال بكلمة الائتلاف.