عمر ديب زرزور
منذ انطلاقة الثورة السورية تحددت استراتيجة الصراع بين النظام القاتل وأبطال الثورة، حيث أعلن المتظاهرين أن الموت ولا المذلة، وأعلن شبيحة النظام الأسد أو نحرق البلد !
إذن وضح الأمر… إرادتين حددتا مسار الصراع ولن ينتهي إلا اذا قضت إحداهما على الأخرى وبدأ النظام باستخدام كل وسائل القتل والتدمير على المناطق المشاركة بالثورة، إلى أن شملت أغلب المناطق السورية، وقام شبيحة النظام بارتكاب اكبر المجازر وأبشعها في التاريخ ليكسر إرادة الشعب.
إلا أن الشعب والثوار أبدعوا بصمودهم الأسطوري إلى أن وصفها البعض بالثورة الأسطورة. صمدوا في وجه القصف والقتل والبرد والجوع والتشرد خارج بيوتهم والمرض وفقدان الدواء وأبسط وسائل الإسعاف ونقص السلاح والذخائر، وذلك بصمودهم وإصرار أبطالهم كسروا إرادة قوات النظام وبدأت قواتهم تنهار أمام ضربات الثوار وفقد النظام السيطرة على الكثير من المدن والمواقع العسكرية وكل النقاط الحدودية التركية، وانتقل الصراع حول دمشق إلى أن وصل إلى المربع الأمني لقصر النظام !
ودول العالم والأقليميه منها تراقب إرادة من سوف يُهزم علماً أن كثيراً منها تدعم النظام سراً والبعض منها علانية. وأخيراً تحركت بعض هذه الدول من أجل أن تمتص غضب شعوبها التي اهتزت مشاعرها من مشاهد المجازر وتكرارها، وبدأت تطلب من المعارضة أن تتوحد والطلب لتشكيل قيادة عسكرية مشتركة خشية السقوط المفاجئ للنظام حتى لايحصل فراغ بالسلطة وتتحول سورية إلى دولة فاشلة وذلك سوف يكون خطراً على دول الجوار وخاصة (اسرائيل).
وما إن أنجزت المعارضة ائتلافها والثوارشكلوا هيئة أركان مشتركة لمقاتليهم غابت الإرادة الدولية عن الفعل ولحست وعودها للمعارضة وذراعها العسكري وصمتت صمت القبور، وبدأ الحديث عن تفهامات واتفاقات بين روسيا وأمريكا حول الوضع السوري لحل سياسي، وبدأت تحركات إيرانية تجاه تركيا ومصر وغيرها أعطت صورة أن هذه التحركات غايتها الحفاظ على النظام بتسريبات مريبة والثوار يزداد توهج قوتهم، والمعارك على أشدها ومن انتصار إلى آخر.
خلال هذا المشهد ظهر رأس النظام بخطابه بدار الأوبرا يظهر منفصلاً عن الواقع وعن كل ما يحصل حوله في المياديين العسكرية والسياسية والدولية، وبدأ هذا الخطاب كأنه خطاب النصر وليس خطاب الهزيمة رغم كل الهزائم العسكرية والسياسية.
وفصل الخطاب أن رأس النظام منفصلاً عما يجصل حوله وأن روسيا وإيران تفاوضان مع الغرب لرسم كيفية نهاية النظام والمشاركة بصناعة واقع في سورية والمنطقة يحافظان به على مصالحهما الاستراتيجية والاقليمية. لكن هيهات، إن الشعب السوري الثائر لايستطيع أحد أن يخطف ثورته التي عمدها بعشرات آلاف من الشهداء، وإنها لثورة حتى النصر باذن الله.