بقلم: شذى
——————-
فلاش 1 :
نمشي على الجسر … ابتسم , و أقول آآآآآآآه كم أحب الجسور , هل تعلم أن أحلام مستغانمي قالت : لا تحب امرأة تحب الجسور , يتسائل : لماذا ؟ أجاوب : ما عدت أذكر السبب ولكنها قالت ذلك ولكني مستعدة أن أضحي بكل رجال العالم ولن أتنازل عن حبي للجسور …
هل تعلم : أجمل لحظات عمري بحمص ,كانت على الجسر الواصل بين الجامعة وبابا عمرو حين كنت أقف بعد… يقاطعني بقرف ويقول بابا عمرو مع عقدة على جبينه…
أقول له بتحدي نعم بابا عمرو و ما أجمله من حي …. نصمت كلانا و نتابع المشي
فلاش 2:
ماذا حدث لعيادة لينا , يتسائل هو؟
أنا : قصفت… و أصمت (بقلبي أقول قصفها من أنت تدعمه)
ثم يصحح عبارته : ولكن ماذا حدث لفرش العيادة (محاولا ادعائه أن الثوار قد يكونون نهبوها ) ثم يتابع أو ريما ليس هناك فرش مهم بعيادتها
أنا : مبلا الايكو … يفرح بتفاؤل و يقول : صح الإيكو , إنه غالي الثمن
أنا : تم أخذه الى المشفى الميداني لإنقاذ الجرحى و أنا فرحت لذلك .. يصمت هو , و أصمت أنا
فلاش 3:
هو : يتحدث عن ذكرى قديمة ويكمل , حصل هذا أيام ما كنا نزور حمص… قبل أن يقوموا جماعتكم بقتل كل من يدخل من جماعتنا إلى حمص
أنا : أصمت …..
فلاش 4:
هو : لنحضر مباراه دوري أمم أوروبا , إنها تتم بساحة الجامعة على شاشة كبيرة جدااا …
أنا : هيا بنا و لكن بين أي فريقين هي الآن
هو : روسيا و التشيك
نصمت لوهلة
ثم نجيب وبنفس اللحظة : هو : أنا مع روسيا
أنا : أنا مع التشيك
نضحك كلانا بخبث و نقوم ال هاي فايف
فلاش 5:
نلتقي أصدقائه السوريين المؤيدين و يتحدثون بلهجة الساحل أنهم مع روسيا بينما أنا أتحداهم جميعا بأني مع التشيك
لا يجلسون معنا و لكن خلفنا
تسجل روسيا الهدف الأول , أنظر خلفي لأرى فرحتهم , فأتفاجأ بأنهم فرحون و يصيحون أكثر من المجموعة الروسية الأصل التي تجلس بقربهم
أهز رأسي يمين يسار , بأنه لا أمل …….
فلاش 6:
يحدث أن يذيع المذيع الألماني بالفاصل بين الشوطين خبر عن مجزرة القبير بحماة… فيتذمر بعصبية و يقول : لماذا يذيعون أخبار سياسية , نحن لا نريد أن نحضر سياسة بمباراة
أرد أنا و بنفس العصبية : ولم لا … ألا تريد أن يصل ما يحصل بسوريا للعالم !!
يصمت هو و أصمت أنا
فلاش 7:
تسجل التشيك هدفها الأول , أصفق أنا
يشاهدني أصدقائه , يتزاوروني ويبدأون بالتهامس على خيانتي لهم ولسوريا …
أنا : أتجاهلهم
فلاش 8:
يتحدث : التقينا الشهر الماضي مع عمار و قمنا بزيارة ميريل و تحدثنا بالسكايب مع حسام وموسى …
أنا : أصمت و اسرح ببحر الذكريات , يا الهي إنه يتحدث عن أصدقائي بالجامعة , أشخاص التقيتهم , حدثتهم بأخر المنجزات العلمية , تناقشنا بالفلسفة و التاريخ و الأدب و السياسة ( الخارجية طبعا) و الفن , احتفلنا بأعياد الميلاد و تقاسمنا الضحكات و الأحزان
الآن لم أعد أكلم أي أحد منهم , بسبب تطرفنا الأعمى لمواقفنا السياسية تجاه سوريا الآن…
أنا أحدثكم : لم يكن من السهل علي أن أمر بأي من هذه الفلاشات بالبساطة التي أنتم الآن تقرأونها ففيها ثواني من ألاف المشاعر المختلطة التي يمكن أن يمر بها إنسان فقد كل ماضيه و غنى: مستقيل و بدمع العين أمضي , هذه الصفحة من عمري و أمضي ………