أصوات ضحكات وهتافات طفولية أسمعها الآن من نافذتي …..لأطفال حينا يرددون هتافات الحرية وأهازيج الثورة ….ابتسمت ….وبعدها ذهب بي الخيال بعيدا ….لأرسم مستقبلا كما اعتدت أن أفعل دوما لكن ما يميز أحلامي في هذه المرحلة أنها جميعا تتعلق بالثورة …..حتى أحلامي “ثورجية”
في حلمي ….تخيلت الحياة بعد 10 سنوات طفلي الصغير يطلب مني أن أذاكر معه مادة التاريخ …..
يا ترى كيف سيكون الغلاف ؟؟؟؟
هل سيحوي غلافه صورة لكتابات الجدران التي غيرت الواقع …….؟؟
أم سيرسم عليه صورة جسد الشهيد حمزة وجدائل هاجر ؟؟؟؟
أو ربما ستحمل إحدى زواياه شعار الهلال مخضباً بدم الشهيد حكم …..أو قصاصة من أوراق الشهيد غياث
أكاد الآن أرى صفحاته أمامي تسطر ثورة الحرية الكرامة ….
أولادي لن يدرسوا الحركة التصحيحية وثورة الثامن من آذار ….القائد المفدى الخالد البطل الـ……….
أولادي سيدرسون ثورة 15 آذار ….و حركة بناء الدولة الديمقراطية …..وأسطورة الشعب السوري العظيم
عندها فقط …سأفهم التاريخ …..عندها فقط سنعرف التاريخ ….عندها فقط سأروي الحقيقة
لن نسمح بصياغة تاريخ غير الذي صنعناه …..سيكون الشعب شاهدا على كتابته …لن نسمح ان تتحجر عقول أطفالنا كما فعلوا بعقولنا …لن نسمح ان يدرسوا تاريخا مسيساً كتب بيد القتلة المجرمين ….
سأروي لطفلي وأستزيد ….سأروي له عن أطفال في مثل عمره غيروا مجرى الواقع …..سأحكي له عن بطوله هادي وضياء ونوار …..سأقص عليه هدوء عدنان وعبد الكريم …وسأخبره حتما عن إخلاص حكم وشجاعة جمال
سأغني له أغنية القاشوش وأهازيج الساروت …وسأرسم له لافتات مبدعة خطتها الثورة في ذاكرتي
في ذلك الحين أعتقد ان الدراسة سيصبح لها معنى أخر ….جغرافيا التظاهرات …كيمياء التغيير …فيزياء الثورة …وحسابات النصر وأدبيات الحرية…..و لعلنا بعد ان نلغي مادة التربية القومية ….سندرج في مناهجنا مادة التربية الثورية …لأأن ثورتنا جديرة بأن تدرس للأجيال …
لا أعلم إن كنت سأعيش لتاريخ هذا اليوم ولا أعلم حقاً إن كنت سأرويه …….ولكنني أن لم أرويه فسأكون مع من يصنعونه
————————-
بقلم براء الأغا
حمص العدية