مصياف… لم أعرف تلك المدينة القابعة في رحم الطبيعة البكر….وسط جغرافيا الأقليات والطوائف المتعددة… لقد كانت في ذاكرتي شيئاً يشبه صورةً سريعة لمنظرٍ جميل في مجلة على قارعة الطريق…. ولكنّني الآن أعرفها بدفئ وفا وشجاعتها … حماس عمر…وطفولة ابراهيم وراوية… براءة ندى … وتحدي تمام… ووثوق رباب والكثير من الأصدقاء الذين تحتجب أسمائهم خلف غلالة من الدموع، أقاومها عندما تتناهى إلى مسامعي أنباء محاصرة الجيش لمصياف وسقوط عدد من الشهداء والجرحى وتخريب المدينة على أيدي الشبيحة.
وطوال تلك الأحداث الدامية كانوا جميعاً في كلِّ مصاب. تتكئ على أكتافهم عندما تُخيطُ الخيّبة بقايا وعيك. متقدون ينبضون بالحياة، ويحلمون بغدٍ أجمل وسط كلّ تلك الظلمة الحالكة. وأينما التفت رأيت مَن يُغذيك بالعزيمة. ومن ضحكةٍ لإحدهم تفيض البلاد عذبة ناصعة تمسح الرصاص السميك المتحجر في الذاكرة.
وكلّما رأيتُ أحدهم كلّما شعرت كم هي سورية جميلة …. وزدت إيماناً بهم. زدت إيماناً بهذه الفسيفساء الرائعة التي يشكلونها. وكلّما مضينا معاً وسط ذلك الخوف الي يتخذ شكل طلقة أو هراوة ابتسمت وهمست في سري كم هو جميل أن تضمي إلى الموت بصحبتهم…. كم كنت جميلاً أيها الموت بصحبتهم.
لم يستطع النظام أن يتحمل ذلك الجمال الذي يحمله شباب وفتيات مصياف، فهم يشبهون تلك المرآة التي تعكس قبحه ودمويته. لم يصبرعليها فأراد أن يشوه تلك الفاتنة التي اسمها مصياف.
في مصياف لي بيوت الآن تنتهك، ولي أخوة استشهدوا، وآخرين خطفوا….
وثمّة من يُكذّب، ومن لم يقتنع، ومن لم يحسم أمره بعد، فسحقاً لكم أيها الجبناء. ماذا تنتظرون بعد؟
————————
عروة مقداد
تعليق واحد
يعني اللي عندو مطالب محقه وثوره حقيقيه وعم بيطالب بحقوقه ليش بدو يكزب بهالطريقه الفاضحه ؟؟؟
هالكذب هاد اللي عاملينو ملح الثوره رح يقضي عليها
مصياف مافيها شي وأبداَ مانها محاصره والشهداء المصيافيين ماتو برات مصياف الله يرحمهن ويرحمنا معهن يارب
فياريت نوقف كزب ونبلش نحكي بالحقايق حتى رب العالمين يبارك بالثوره