RaNa
————
أغلق عيناي لأستقبل بأذنيّ أقصى ما يمكنني من الصوت وصداه
وأبحر في الخيال
أهو وقع خطا المستقل المشرق قادماً إلينا؟!
أم هي ضربات أقدام خيول الغد على صخور اليوم؟!
أهو هدير الحرية والكرامة مقبلتين نحونا؟
لا أدري
أنصت مجدداً
قد يكون بكاء أطفال مجزرة كرم الزيتون وهو يصلنا الآن
أو صيحات الحرائر تستغيث مستنهضة الهمم
أهو صراخ المعتقلين في أقبية السجون؟
أم هو صوت المدفعيات تدك البيوت وتروّع أهلها؟
مرة أخرى… أسند رأسي إلى النافذة وأصغي
نعم.. لابد أنه هتاف الثائرين
لا… قد يكون أهازيج تحرر الرستن والزبداني
أو ربما تكبيرات الرجال على أعواد المشانق
أو زغاريد النساء في زفاف الشهداء
أفكر ثانية
أهو هدير الدبابات جاءت تقتحم حيّنا؟
أهو رصاص الأمن يقصد أرواح شبابنا؟
أهي قنابل أو عبوات ناسفة تستهدف أمننا واطمئنانا؟!
لا
لا أبداً… الآن ادركت ما أسمع
أجل إنه صوت ركام النظام يتساقط
إنه الصنم الذي استعبدنا لسنوات وسنوات يتهاوى وماهذا إلا الصخب المرافق لنهايته
ما أروعه من صوت
وما أعذبه من لحن
لحن الحرية القادمة والظلم الزائل
جلجل يا صوت الحرية جلجل