اسمحوا لي أن أبدأ في الحديث عن المقاومة من هذه الحادثة:
سألني مذيع في التلفزيون السوري منذ حوالي الثلاثة أشهر: هل تضمن لي أن أبقى سالما إذا أردت التصوير في باب السباع؟ لقد تعرضنا للضرب عندما حاولنا التصوير منذ فترة..
أجبته أنك قد ذهبت لباب السباع لتصور العلم الاسرائيلي الذي حاولوا بمسرحية هزلية أن يلصقوا بأهله تهمة سخيفة .. لا لتصور العلم السوري الذي امتلأت به شوارع حمص عن بكرة أبيها.
من هذه النقطة اسمحوا لي ان أتكلم بمنتهى الصدق والشفافية في موضوع حرج:
إن المعارضة التي خرجت للشارع لم تكن معارضة للمقاومة ضد اسرائيل على الاطلاق. ان الشعب الســوري شرب كره اسرائيل مع حليب الرضاعة . هو شعب مقاوم ..
وان كان ادعى النظام المقاومة فهو استمد المقاومة من نبض الشعب..والمعارضة السياسية للنظام لا تعني تأييد لاسرائيل على الاطلاق .
حتى ماصدر من تصريحات ضد حزب الله ليست بسبب مقاومة الحزب لاسرائيل . بل لما خرج من تسريبات ضد الحزب باتهامه بالتورط في دعم النظام لوجيستيا في قمع المظاهرات.
ان اسرائيل و أمريكا تعرف حقّ المعرفة هذه الحقيقة لربما أكثر من بعض المؤيدين للنظام. وهي لن تكون مرتاحة على الاطلاق أن تكون اسرائيل محاطة بشعوب حرة ثائرة تخلصت او ستتخلص من الصمت او معاهدات الخنوع و أعينها تتوق للصلاة في بيت لحم و بيت المقدس.
لذلك أنا أؤمن أنّ هناك مؤامرة ..نــــعم.. ولكن مؤامرة على الشعب العربي المقاوم بهدف تشتيته و إلهائه بمشاكل داخلية حتى ولو بعد نيل الحرية من الأنظمة المستبدة. بل ستسعى لخلق نظم سياسية ذوات أقنعة لكن في باطنها يكمن الاعتراف باسرائيل والسلام معها.
لكن ما فات على الجميع أن الرهان على الانظمة لتحريك الشعوب أو تجميدها قد ولّى إلى غير رجعة.فالشعوب لن يُضحك عليها مرة أخرى وباتت تعرف فنّ السياسة و خدعها لربما أكثر من صانعي السياسة.
فأرجو من شركاء الوطن و المقاومة إغلاق ملف التخوين إلى غير رجعة. كلنا نعشق فلسطين كما نعشق الجولان .. وكلنا يتوق للتحرير توقنا للوطن… وكلنا نرى باسرائيل عدوتنا الحقيقة ..
أما من يخرق ناموس الوطن بتعامله مع اسرائيل او السعي لدعمها فهو خائن بكل المقاييس ولا ينتمي للوطن .. ومن لا ينتمي للوطن لا ينتمي حكما لمعارضة الوطن.
ولنضع النقاط على الحروف و دون التهجّم أو تجريح أحد :
الشعب السوري كله شعب مقاوم .. و لا يمثل حزب الله المقاومة السورية.. هو وحسب قوله مقاومة لبنانية ..فمن يرفع العلم السوري يكون بديهيا قد رفع علم المقاومة..
ونقطة انتهى.
—————————–
يامن الشامي