يعتصر مر الحزن قلبك، و يخيم سواد القلق على فؤادك، تاركاً إياك بين ذكريات حامضة لمرورك عبر شريط الحدود بين دولتين بلا حدود، هارباً من شقيقك إلى أخاك، وتعصف بك صور اليوم الطويل بين برائة أطفال باكية في العراء، صرخات جرحى في مساحات من الألم والأمل ، ونظرات وجوه اليتامى والثكلى والأرامل يعتريها حرقة القلب
وتطاردك صور البارحة مدججة بصوت الرصاص ورائحة الظلم والبارود لتعود بك الصورة إلى تلك البقعة في اللاوطن …
في هذا المخيم قصص الحزن مختلفة بين أفرادٍ وعائلات، ولكن تجمعهم شجاعة بقائهم ، وأمل لم شمل أشلاء أحلامهم وما تبقى من فتات كبريائهم …
في هذا المخيم، الأمل هو الدواء السحري الوحيد الذي يبقيهم أحياء رغم هشاشة أجسادهم ومعنوياتهم …
في هذا المخيم ، الأمل هو أنت، يا من يبقي على حياة الرأفة من خلال أي بادرة تكف عنهم يد القدر العابثة ..
ساهم بإيواء شتات ما تبقى من عائلة فقدت عزيزاً و تركته وراءها فزعاً
ساهم بإعادة نقاء برائة الأطفال إلى بسمات ارتسمت على وجوههم الصغيرة …
ساهم بمد يد العون لروح نازفة قلباً وقالباً ، وبإرجاع الأمل إلى شعب قد اصابته كبوة …
ساهم بإخماد توق إلى دفء الوطن رغم حار الصيف …
ساهم بإيصال تنهيدة شوق طفل إلى حنان صدر الأم …
ساهم بتأمين خبز اليوم لجياع في أرض حدودية قاحلة
ساهم ببعض من انسانيتك لأخوك في الإنسانية …
ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل، تلك الفسحة التي تجمعك مع أهلك في مخيم لبنان … تلك الفسحة التي تزداد براحة بمساهمتك