عزيزي الضابط .. عزيزي المجند.. أعزائي الشبيحة.. لا تنشقّوا!
عزيزي الضابط، نظامك يتهالك ويقتل ويدمّر، ولا مكان لك إلا التبعيّة العمياء له، فهو يضمن لك الكرسي المريح والكثير من الرشاوي والمحسوبيات.. بالإضافة للسلطة والسطوة المطلقة لفعل ما تريد، فكلٌّ يريد رضاك، وكل يريد القرب منك، في مزرعته تارة، وفي مطعم تارة أخرى، كن الصديق الصدوق لمنصبك، وعادِ شعبك ولا تأبه لما تراه من دماء تسال وأرواح تزهق، فحتى الأطفال التي كانت ضحكة مشعّة في سماء العتمة والسواد، أضحت ابتسامة باهتة في جسد مصفرّ، والأمهات اللواتي كنّ يدعون لأولادهنّ بالخير والسلامة، أصبحن ثكيلات، تاءهات، حائرات.. وحتى الحبيبة والعشيقة أصبح لها من الوقت الكثير لتعود إلى كتبها وعلمها بعد أن قتلت حبيبها وفارس أحلامها.. فلا تنشق!
عزيزي الجندي.. المجند.. هي كبسة زناد وتتوالي الطلقات بدون أي يكون لك أدنى مسؤولية، فإصبعتك رهن إشارة مرؤوسيك وما ذكرته أعلاه ما هو إلا مسؤولية الضباط الأعلى منك رتبة، ولا ذنب لك بتلك الدماء والدموع..
فلا الأهل أهلك، ولا الوطن وطنك.. واطمئن فهناك زناد آخر يُطلق على أهل قريتك.. أو ضيعتك.. أو حتى عائلتك.. وحتى هذا لا يهمك.. فأنت مجرد جندي لا حول لك ولا قوة، وما انشقاقك وانضمامك للجيش الحر سوى منبع للمشاكل والملاحقة القانونية من قبل النظام الحالي.. فلا تنشق!
أعزائي الشبيحة.. العلوية منكم والسنة.. العقائديين منكم والمنتفعين.. السباب والشتيمة عادة سيئة فحافظ عليها، فإن ابتعدت عنها هرب منك لقب الشبيح، وكذلك الضرب الهمجي والعشوائي، فهي لك ميّزة، فلا حسيب ولا رقيب.. سوى إن انتصرت الثورة..
وما المشكلة، فالمفر موجود، والنقود المقبوضة سلفاً مؤمنة، والنظام سيضمن لك حتماً مستقبلك ومصالحك..
عزيزي .. لا تنشق.. فأنت خائن.
———————————
نذير جندلي
مجلة سورية بدا حرية
تعليق واحد
تنبيه: لا .. لا تنشق! « مختارات من الثورة السورية