ندى الحق
—————–
لطفاً دعوه…
فمجنون هو…..سكير……عربيد
من يطلب غير الذل
و غير بقايا الحذاء
و من يرفع رأسه عالياً نحو السماء
معتوه……….عربيد
من يطلب وطناً سعيد
و من يضاجع في حيّنا حريّة
حيثما الجواري هديّة
معتوه………عربيد
لطفاً دعوه….
ما ذنبه إن طفلاً علمتموه
أن الحلوى سكر
و ان الوطن حلوى
و جاء العيد
و عاد أبي ففرحنا
و فتحت أمي الباب
أحرقوا كتب الأطفال لطفاً
و هاتوا غير كتاب!
علمونا كيف نسير بأربع
و كيف نأكل أوساخكم
و كيف نتمسح بنعالكم
و كيف نتزوج نحن النساء
ألفاً من أنعامكم
علمونا كيف نجهض أطفالنا
و نحبل بأعلامكم
علمونا أحرف الذل
حرفاً حرفاً
فالألف اكسروها
و النون اعقروها
و الصاد اقتلوها…
علمونا أرقام الذل
رقماً رقماً
و اقطعوا أصابعنا الطريّة!
كي لا نعدّ قتلانا
و أحرقوا أذهاننا فتيّة
كي لا نضمر أصابع جديدة!!
لماذا الجمع كان
و لماذا إشاراتكم العديدة؟؟
القسمة لكم و الضرب لنا يكفي
و عيوننا و آذاننا و لساننا لكم
و الأنف لنا يكفي..
لنشتمّكم ككلاب وفيّة!!
تكرّمتم علينا يا كراما
ففهمنا الحريّة لئاما…..
***************
لطفاً ارفع حذاءك عن رقابنا
فنعلك المقدس يؤلمه
و خذ عصا من زيتوننا
فعصاكم توجعه
و خذ شريطة شعري
فعصبتكم تحرقه
لطفاً……دعوه
و اقطع لساني أرجوك
الآن…….أرجوك
فبدأت أتذوق الوطن
مرّه و حلوه…..و….
و اقطع أصابعي أرجوك
فبدأت أكتب شعره و نثره
و أحرق جسدي لطفاً
فأنا اليوم أرتديه ثوباً……..
لطفاً دعوه…
فسنواته العشرون لا تكفي
لا تقطع حباله الصوتيّة
فلن يغني بعد اليوم
أعدك……..يا سيد الظلام
سنخنق في عبراته الكلام
و سنكسر الأمل في أحداقه
و سندسّ الذل في جيابه
و سنربط فمه بأسلاك الموت
سننشد و إياه أغاني الصمت
و سنعتقله في معتقلاتنا الخاصة
حيثما نشرب الذل حساء
و نخاف أن ننظر للسماء
في رؤوسنا ألف مخبر
و في ساعاتنا ألف صوت
صمت….موت..
صمت….موت…
هكذا …. تمرّ الثواني
نمارس مع عقولنا مهنة البغاء!!
و نقتل أحاسيس الوطن الغبيّة
بممسحة ننظف بها الهواء!!
سنقتل في صديقنا هاجس الإباء
نذبح إن حطت على شباكنا يمامة..
و نحرق لنستدفئ فينا كلّ كرامة
و نرقص حول النار كأشباحٍ ميتة
ندور………عراة
و تتساقط من جبيننا قطرات الحياة
أخرجوه من سجونكم….
و دعوه لسجوننا !!
محظوظ هو بنا!
ندعى _ يا سيدي _ رفاقه
تتركونه أنتم…و نحكم نحن وثاقه!!
*****************
يا سادة الظلام لا تعذبوه
فمعذبون نحن مذ رأيناكم
نخاف الجدران أكثر ما نخافكم
فئران نحن فئران
و إن قال عنا هذا الجرذ رفيقنا!!
أننا أردنا الحرية كما يريد
فتذكروا أنه عربيد!!
و اقتلوه…اقتلوه
أذيبوا جسده بنار الحديد
لا تصدقوه……
تضحكني النذالة فينا
و حين نقول عن صديقنا الوحيد
معتوه … سكير …عربيد
تضحكني النذالة فينا
تضحكني ابتهالاتنا له
نصلّي نهارنا ليعود
و نصلّي ليلنا ليموت!!
يموت قبل أن تدركوا
أننا كنا سوية
و ملأنا أقداحنا حريّة
و حلمنا سكارى بوطن لا وطن تحته!!
برأي لا يحارب بدبابة
و بأظافر لا تقلع عن جرم كتابة!!
و بحناجر لا تقتلع سبيّة
لحرب غنّت..”حريّة”!!
******************
أخطأت يا أبي حين لم تئدني
فمن يواري شرفي غير التراب؟
من سيحميني اليوم…
إن كان الوطن محض سراب
أحقاً يا بني أمّي تحبّوني
فلماذا تحرقون ترابي
و تقصفون ثيابي
و تقصون جدائلي ألف مرة
و أنا أموء بينكم كهرّة
لماذا تصمتون و أنا أنخر عظامكم
و أشعل في حنجرتي كلامكم
أرقب عيونكم سرّا
و أرتمي كطفلة صغيرة على ذراعكم
أستغيث بالرجولة
بألفاظ جريئة مرة….و مرة خجولة
علّكم تروني……
أتحبّوني؟؟
بالله عليكم اقتلوني
فأنا أضعف من موتكم
و أنا أضعف من صمتكم
و أضعف من يوم تروني
يغتصب وطني….
يغتصب بدني….
و أنتم صامتون تروني……..!!!
يا بني أمّي….يا بني أمي
لطفاً ئدوني!!