كان يا ما كان، قصة حزينة صارت ببلاد اليونان، عن بنت متل القمر، أبوها ملك طروادة وأمها الملكة. من جمالها إله الآلهة أبولو جل جلاله انغرم فيها وكان بدو يطبقها فأغدق عليها من نعمه ومنها نعمة ما موجودة عن حدا غيرها من البشر، وهي نعمة البصر، بس مش أي كلام، البنت صارت تشوف المستقبل. ولما صار عندها بصر ما عاد واحد متل أبولو بيحسن يطبقها، فقرر ينتقم منها لما أشكلت عليه، لكن مو معقول الرب يرجع بكلامه ويسحب شغلة هو عطاها بإيده، فالي عمله أنو بزق بتمها على قولة اليونان. انتقام أبولو كان أشد من أنه يسحب منها الامتياز القديم، ألقى عليها لعنة بتخلي أي واحد يسمع كلامها وتنبؤاتها يعتقد أنها عم تفبرك، وهيك طقت البنت من القهر، لأنها كانت شايفة كل شي رح يصير، لكن ما فيها تنذر حدا من أهلها، وصارت قصة كساندرا مضرب المثل بتراجيديا الإغريق وأشدها أسى. وعلى قولة المتنبي الي حاله كان قريب من حالها: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله… وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. وصار بعرف الإغريق أن صاحب الفهم العميق بيكون أشقى الناس إذا كان عاجز عن إفهام الناس من حوله.
كساندرا مو آخر وحدة انصابت بهاللعنة من ابن الحرام أبولو (مع أنه لم يلد ولم يولد)، بيجوز هي أشهر وحدة، بس في متلها متايل. من زمان، لكن مو كتير، كان في بلاد اسمها بلغة أهلها الأصلية معناه الشمس، هالبلاد مر عليها بهالزمان أشكال ألوان، ورسي الأمر بالأخير لواحد عمل حاله أسد عالي حواليه، وحكم البلد بالنار والحديد… والتوازن الطائفي. لكن أصحاب لعنة كساندرا ببلاد الشمس ما سكتوا لأنو شافوا الشمس رح تغيب إذا استمر الوضع على هداك الحال. وحكوا، وكتبوا وأنذروا وكانت نتيجة كلامون أنو راحوا ورا الشمس.
دارت الأيام، ولأنو ما في شي بيدوم للأبد، إلا أبولو ولعناته، إجا على بلاد الشمس موسم ربيع، بعد الشتا الطويل وطلعت الشمس، ومع أنه هالربيع مادام إلا أنه كام وردة لحقت تترك كام بذرة، وعشر سنين خريف أتبعها ربيع شمسه قوية، أقوى من صوت الرصاص وأعلى من سبطانة الدبابة. لازالت معناة لعنة كساندرا منتشرة بين سكان أرض الشمس، لكن قوة الربيع عم تمحي آثار اللعنة.. أبولو صار ختيار وماعادت ضباعه تخوف، بشارات الربيع هالمرة ما صدرت عن بشر عاديين، أصحاب النبوءة اليوم أعظم وأقوى من لعنات التاريخ الأسود.
كسوف عابر كغيره غطى الشمس لوهلة وسيمضي، فما عمر الكسوف من عمر الشمس؟ لقد ولت أيام الآلهة العتيقة وبدأت شمس الربيع بالظهور.
.