يقال أن العالم الجيولوجي يقف على الشاطئ فيدير ظهره للبحر ويتمتع بمشاهدة الصخور، وزوجته تدير ظهرها للصخور وتتمتع بمشاهدة البحر، لكنهما يكملان بعضهما.
ويقول رفعت الجادرجي المهندس المعماري العراقي الشهير، حين سئل عن منزله الساحلي في بيروت عن سبب النوافذ الصغيرة في قاعة الجلوس المطلة على البحر، لا أريد أن يصبح البحر لي حدثا عاديا فتركت النوافذ صغيرة لكي اتفاجا بالبحر كلما رأيته.
لا تجعلو الدم السوري يصبح أمرا عاديا نراه ونشم رائحته كأي أمر اعتيادي، فلنغلق الأوردة والشرايين النازفة ولنستمتع بالوجه السوري كلما رأيناه وشاهدناه.
ولا تجعلو الحقيقة الكبيرة( بأننا نعيش واقعا يحتاج الى التضحية والعمل) مثل البحر للعالم الجيولوجي يدير ظهره وهو يسمع تراطم الأمواج بتلك الصخور التي يقف عليها وعاجلا أم اجلا ستمحى وتتاثر بالأمواج .
أمران هما حقيقة لابد من ان ندركها دائما:
– ثورتنا ليست ضد طائفة أو ضد جماعة أو تيار سياسي أو حزب أو أشخاص، ثورتنا هي ثورة إعادة الصواب الى مجراه ، ثورتنا هي ثورة كرامة وحرية، لا تغلقو أعينكم ولا تديروا ظهوركم للحقيقة فالثورة هي ثورة ضد أنفسنا قبل أي شي .
– الدم السوري غالي والأرواح التي تغادرنا غالية، فلا تجعلو منها أمرا يمر على القلوب والعقول كما تمر الشمس على جباهنا كل يوم ، كل قطرة أريقت ، أخذت منا ما لها نصيب من أرواحنا و أجسادنا ونور عيوننا .
لنكن مثل العائلة الجيولوجية مكتملة بكل شي فيها حتى البكتيريا يمكن الاستفادة منها
ودعونا نكن بعقلية رفعت الجادرجي يحبس شهوته نحو البحر لكي لا يخسر عشقه لها
—————–
Adnan A A