على طريق إسقاط نظام بشار الأسد تضطلع الثورة السورية بمهمة خاصة لم تواجه أياً من الثورات العربية الأخرى. ثورتا تونس ومصر، اللتان نجحتا في إسقاط نظامين معروفين بتفريطهما بقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، نجحتا كذلك في حصد تضامن واضح وسريع ومباشر -دون أي التباس- من طرف الجمهور وقواه التقدمية في العالم العربي والعالم.
الثورة السورية، بالمقابل، تواجه نظاماً يدعي المقاومة والممانعة (بغض النظر عن حقيقة مواقفه الفعلية)، وباستغلال النظام السوري ومن خلفه بعض مدعي المقاومة وبعض الحالمين المصدقين لممانعته لهذه القضية توضع الثورة في خانة المشروع التآمري الذي يعتقد أنه يستهدفه لثنيه عن مشروعه المقاوم.
الشعب السوري منذ احتلال فلسطين وتهجير أهلها 1948 حتى ضربة تموز في لبنان 2006، معروف بما لا يحتمل أي مواربة، بالتزامه بقضاياه الوطنية واستعداده العالي لتقديم التضحيات الجسام دفاعاً عنها. هو أم الوطنية وأبو المقاومة، فيما عمل النظام السوري ويعمل حارساً أميناً على جبهة الجولان المحتلة في تواطئ مفضوح مع الاحتلال الإسرائيلي. لم يترك النظام السوري منذ وصول مؤسسه حافظ الأسد إلى السلطة بعد تسليم الجولان 1967 حتى تصريح لص المال والأعمال مخلوف في نيويورك تايمز 2011، أي مجال يدعو إلى الشك في أنه سيساوم على المقاومة والممانعة حين تعارضها مع مصالحه في استمرار الاحتفاظ بالسلطة.
وكيف تستقيم الوطنية في ظل ممارسة أبشع أنواع القتل والتنكيل والفتك بالشعب السوري، وكيف أمكنه الادعاء أنه في قتل شعبه يدافع عن القضية الفلسطينية؟
إن غياب الإشارة إلى فلسطين وقضيتها في إعلام الثورة السورية يفسح المجال للنظام لممارسة ديماغوجية إعلامية مرتكزة على نظرية المؤامرة الدولية ولعب دور الضحية واتهام الثوار بالخيانة الوطنية. ورغم قناعتنا بتهافت هذا المنطق وسفالة تجيير قضية تحرر فلسطين في منع سوريا من التحرر، إلا أنه ساهم، إلى هذا الحد أو ذاك، في تحييد قطاعات متنوعة من السوريين وخنق موقف الكثيرين في المحيط العربي في خانة التعاطف الإنساني وليس السياسي مع الثورة السورية.
تسمية الجمعة القادمة باسم “لفلسطين كل الثورات” يساهم في تجاوز تناقضات الداخل السوري ويبعث برسالة واضحة للخارج العربي والدولي حول حقيقة موقف السوريين من قضايا تحرر الإنسان عموماً. إن الثوار السوريين حين يقدّمون مسألة الحريات السياسية في بلدهم على قضايا ذات طابع قومي عام فإنما ينطلقون من الفهم العميق بأن حسم القضية الأولى لهو شرط أساسي لحسم قضايا التحرر من الاحتلال أينما وجد.
تبقى القضية الثانية، قضية ضمير سوريا الديمقراطية. لقد حان الوقت للإشارة في اسم إحدى جمعات الثورة إلى فلسطين. تساعد الإشارة في إجلاء المشهد أمام كل مشكك وتقطع الطريق أمام كل متصيّد في أن فلسطين والحرية صنوان يبحث عنهما السوري.
صام السوريون عن الحرية عقوداً طويلة لأجل فلسطين، ولن يفطروا الآن على حرية ليس فيها طعم فلسطين. ألم يحن الوقت الذي ترفع فيه أعلام فلسطين وتصدح تحتها الحناجر بأسقاط الطاغية؟
——————————-
صفحة الشعب السوري عارف طريقه
تعليقان
لا بأس بالفكرة.. بس خلونا نشوف هيك شي ع الأرض… من زمان…
وليش ما كانت هيك حركة من الأول ما دام أنتو قافشين النظام أو المقاومة من الأول…
شايف النظام سبقكن عليها لهيدي.
الله يعينكم ع عقلاتكم.
يعني انا مش قادر افهم ليش لما النظام بيطلع بقول انه الي عمبصير مؤامرة بتقومو الدنيا وما بتقعدوها ولما حدا يحكي نفس الكلام بتقولو عنه شبيح ومخبر وعميل ومش عارف شو وكل الصفات الي بدك اياها بتنزلوخا عليه بينما حضرت جنابك وبكل بساطة بتتهم الشهدا الي سقطو بالجولان في 15/5 و 5/6 بان من حركهم ومن اوصلهم هو ذاك المسخ رامي مخلوفوبكل بجاحة بتحكيها وكانه الامر طبيعي يا حبيبي طول عمره الشعب الفلسطيني يسبق قادته وقياداته ودائما هو مبدع والي حرك 15/5 مش حضرة رامي مخلوف ولا حضرة النظام الي حرك الشارع الفلسطيني هو الشارع الفلسطيني فقط وفقط لا غير
يا زلمة بتنادو بتغيير والحرية وضد الديكتاتورية وانتو بتمارسو ابشع من ممارسات الدكتاتور نفسه حللو عن رب فلسطين وشعب فلسطين يا اخي اتركونا بهمنا
بتحكي عن فلسطين روح ضب سهير الاتاسي والمناع والمقدادي حاج يحكو عن انه الفلسطيني ماكل حقوق السوري والمقدادي بده يعمل سفارة لاسرئيل لك ايه حيرتو سمانا ساعة بتقولو النظام كان ينزلكم بمظاهرات تاييد لفلسطين وغزة غصب عنكم وساعة بتقولو انه وطنيين ارسو على بر يا اخي وخلونا نفهم انتو شووووووووووووووو