إبراهيم حسن
———————
بالطبع لن أتعاطف !! ولماذا أتعاطف !! مع إيماني الكبير بعدالة مطالب الأسرى وبالبسالة المنقطعة النظير التي تحلّوا بها طوال فترة إضرابهم عن الطعام، ولكني مصرٌ ألا أتعاطف !!
قد يثور عليّ بعض القراء الآن ويتهموني بخيانة ديني الإسلامي الحنيف والتفريط في المقدسات الإسلامية في الأرض المباركة وخيانة العروبة وقضيتها الأولى “فلسطين” ، وقد يتهمني البعض الآخر بالعمالة لأمريكا وأسرائيل، كما أنني لا أستبعد أني سوف أتلقى كمّاً هائلاً من الأوصاف التخوينية التي تعودنا جميعاً نحن العرب أن نطلقها على بعضنا البعض !!
ولكني مصرٌ على ألا أتعاطف، بل مطمئن إلى وجود هؤلاء الأشراف في سجون الاحتلال الإسرائيلي!
لا تستغربوا هذا الموقف منّي، فإنّي سوري، وأظن أنني بكلمتي هذه عُرف السبب وبطل العجب!
لن أتعاطف: لن الأسرى على الأقل يجدون ما يأكلونه في سجون الاحتلال وأضربوا عن الطعام للمطالبة بحقوقهم، وعيني على أسرانا السوريين الذي يموتون من الجوع في المعتقلات!
لن أتعاطف: لأن الأبطال يطالبون بإنهاء الحبس الانفرادي، وقلبي يتقطع على السوريين الذين يتمنون الانفرادي! لأنه أصبح من الاعتيادي أن تجد 20 معتقلاً يعيشون في مترين مربعين مخصصين لزنزانة انفراديةٍ واحدةٍ في سجون الأسد!
لن أتعاطف: لأنه ومنذ النكبة حتى اليوم “أكثر من ستين سنةً” لا يوجد إلا 150 معتقلاً فلسطينياً في سجون الاحتلال، بينما نرى الأسد وقد اعتقل أكثر من 200,000 شخص خلال 16 شهر فقط !
لن أتعاطف: لأن التعذيب غير وارد في سجون الاحتلال، ولكنه سلوك اعتيادي في سجون الأسد! بل أصبح التعذيب تسليةً للسجانين يقطعون به أوقات ليلهم الطويل!
لن أتعاطف: لأن أهل الأسير الفلسطيني يعرفون مكانه، أما في مزرعة الأسد فالمعتقل لا يُسمح حتى بالسؤال عليه! بل يخاف ذووه أن يسألوا عنه خشية أن يلاقوا المصير نفسه!
لن أتعاطف: لأنه خلال شهرين قامت الدنيا ولم تقعد، وتكلمت كل وسائل الإعلام عمّا يفعله الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، وا.. كبدي على اسرانا الذين لا يعرف عنهم أحدٌ شيئاً!
لن أتعاطف: لأنه توجد تهم “حتى لو كانت ملفقة” لأبطالنا الفلسطينيين، ولكن يتم اعتقال المئات كل يوم في سوريا بدون حتى أن يتهموا بشيء!
لن أتعاطف: لأنه لم يفقد أحد من الأسرى حياته داخل سجون الاحتلال، ولكن المئات يفقدونها من السوريين يومياً في المعتقلات!
لن أتعاطف: لأن الضمير العربي تحرك فجأةً على المعتقلين الفسلطينيين، ولكن الضمير نفسه نائم حيال ما حصل مثلاً في حمص من تدمير شامل استمر لمدة شهر كامل والعالم كله يشاهد ما يحصل!
لن أتعاطف: لأن الكيان الصهيوني ببساطة محكوم من قبل “بني آدمين”! أما دولة سوريا الأسد فهي محكومة من قبل أشخاص أقل ما يقال عنهم أنهم وحوش!
لن أتعاطف: لأن وطني سوريا مجروح، وصدقوني ليس موقفي هذا بسبب أني سوري، لا والله، ولكن الدنيا علمتني أن في الحياة أولويات يجب أن يُسيّر الإنسان نفسه وفقها، سوريا يا سادة تذبح في اليوم ألف مرة ولا أحدٌ يحرك ساكناً، أين المظاهرات الشعبية في كل مدن العالم، أين التسليح الشعبي للجيش الحر، أين الضغط على الحكومات، وتنبهوا أني لا أطلب بهذا شيئاً من الحكومات، لا بل على العكس، أطلب من إخواننا المسلمين والعرب أن يُغيثونا، ويساعدونا، ولا يقفوا مشاهدين أكثر من ذلك.
وبعد شهرين من الشجاعة التي تحلّى بها الأسرى الفلسطينيون الأبطال رضخت حكومة الاحتلال لمطالب الشجعان في السجون، وكنت والله متوقعاً هذا منذ البداية، لأن دولة الاحتلال تسير وفق قوانين محددة، لا يوجد قائد أوحد في دولة الاحتلال يحكمها كيف ما شاء!
أخيراً .. لا أقول هذا الكلام لأني ناقمٌ لا سمح الله على إخواننا في فلسطين، ولا أنني حاسدٌ لهم على ما استطاعوا فعله، لا والله بل على العكس .. أريد تهنئتهم على النصر الذي حققوه ..
أعرفتم الآن لماذا لم أتعاطف !!
8 تعليقات
يازلمة بشرفك هاد حكي روح امساح التعليق عيب عليك … يعني صعبة تتضامن مع الأسرى الفلسطينين والسوريين سوا .. ولا في عندك كيليين تضامن وخايف تضيع منون شي اذا حطيتلك وقية مع الفلسطينين
وبعدين تقلي الاسرائيلين بني ادمين وجماعتنا وحوش ..روح شوف من اللي حط النظام تبعنا … مين اللي عم يدافع عن النظام تبعنا …مين اللي عم يعيق أي حدا يتحرك دوليا ضد النظام السوري … بتشوف أنو النظام السوري هو حكم اسرائيلي بالوكالة عالأرض السورية والوقائع كلها بتسبت هالشي
وبعدين اللي تضامنو شو عملو غيرو صورة البروفايل عالفيسبوك .. مصارلنا أكتر من سنة عم نتظاهر ونتبرع للثورة ونحكي عنها وندافع عنها وحاطين علم الاستقلال صورة عبروفايلنا بالفيسبوك
اذا يوم واحد غيرت الصورة وتضامنت مع اخواتي الفلسطينين أنا نسيت المعتقلين السوريين يعني ؟؟
اذا بغزة طلعو مظاهرات ورفعو علم الاستقلال وهتفو للثورة وضد النظام السوري .. وكتيييييييير من السوريين قاعدين ببيوتون وعم يقولو مالنا علاقة !!! نحنا لامع هدول ولا مع هدول ..
مشان الله حاج مصخرة وبوستات بلا طعمة
أنا ضدك بكل كلمة كتبتها ..
شو ما شفت الطفلة الفلسطينية اللي عم تبكي تضامنا معنا ؟ بحب جبلك روابط يوتيوب ؟ بحب جبلك لافتات التضامن من أمام قبة الصخرة بفلسطين ؟ يا عيب الشوم !
ليش ما قالو نحنا محتلين من عقد و نيف و الكل نسيان قضيتنا اتركونا منهم !
كتير بيضرك لو يوم واحد ؟
اذا لمن بشوف علم الثورة بالصور الشخصية بتويتر لغير السوريين بيطير عقلي من الفرحة
انا سورية و من حماه و شباب عيلتي بالسجون و مع هيك حطيت الصورة و متضامنة مع المسلمين المنكوبين بالعالم
هاد ديني و هي أخلاقي .. بحط وجعي على وجعون و بقول الله يفرج الحال عالكل
آيمتى رح نتخلى عن ” الأنا ” و نتوحد ؟ مو مروحنا غير الأنا الأنا الأنا ..
محدا قلكن ما تتحركو و تعلمو شي يلفت النظر لقضيتنا من اول و جديد
بعرف كتير رفقة مو سوريين كانو حاطين شعار زهرة اضراب الكرامة .. شو بدو يحكي الواحد ؟؟؟!!!
حاج تعملي مقارنات و اللزي منو .. مصيبة اذا كل واحد انشغل بالبلا اللي عندو و نسي غيروو
معناها العالم معو حق ما يوقف معنا ……. لأنو اغلبهم بيفكرو متل تفكيرك و نحنا ونحنا و نحنا ..
يا جماعة الخير اهدوا علي شوي ..
ما ذكرت أبداً بالمقال أنو الأسرى الفلسطينيين مو على حق !! أبداً ..
ومعنى كلمتي “لن أتعاطف” معنى مجازي .. بالعكس كل قلبي معهم ..
ولكني في هذا المقال أحاول عمل مقارنة فقط بين سجوننا وسجون اليهود، ومعتقلينا والمعتقلين الفلسطينيين ..
كما أنني يا أخت “حموية” معك تماماً من ناحية أن المشكلة هو انشغال كل واحد بقضيته فقط .. والجميع يتخلى عنهم ..
ولكن مقالي لا يعني ذلك .. مقالي فقط يسلط الضوء على حالة المعتقلين .. وعلى حالة الضمير العربي المخزية التي تحركت من أجل نصرة 150 معتقل فلسطيني “حتى لو على الفيس بوك” “والنصرة بالتأكيد حق واجب لهم” ولكن هذا الضمير لم يتحرك لنصرة الآلاف التي تذبح وتعتقل والنساء اللاتي يغتصبن طوال فترة الثورة ..
تحياتي لكم
هلأ بالله خيو ما بتستحي من هيك مقالة؟؟
أولا: الأسلوب الفني بيناسب طالب ابتدائي
فكرة تكرار جملة ” لن أتعاطف”
ومحاولة مفاجأتنا…. ع فكرة ما تفاجأت ومن العنوان عرفت الفكرة العبقرية…. لإنو هالوتر ملعوب عليه54654 مرة
ثانيا والأهم: هلأ وقت كاتب إنو 150 معتقلا…. بالله عنجد عم تحكي؟؟؟
وبتجي تكتب إنو التعذيب غير وارد هنيك…. ما حسيت في شي غلط؟؟؟ والله كتير هيك… كتير كتير هيك
بالعادة أنا بحترم كل الآراء…. بس يجي واحد يكتب مقالة عن موضوع مو قاري عنو 5 سكور بحياتو… وموضوع بيخص معاناة آلاف الناس.. وع طريقة الشلف (قال 150 شخص وما في تعذيب.. فندق صار هاد…. منيح يللي ما قال فايتين برضاهن أو بيستاهلوا…. والإضراب كان للحمية)
يعني قبل ما تكتب وتنشر وتعذب حالك مو كان لازم تقرا وتراجع ملوماتك.. يللي يبدو إنو أساسا مو موجودة؟؟
ع كلن الحق مو عليك الحق ع اللي نشرلك هالكلام هاد
وع قولة يللي قبلي
مشان الله حاج مسخرة وبوستات بلا طعمة
والله بهدلتو قضية السوريين… والله بهدلتوها.. بالشلف والنق والحكي ع أبو عماها
الله يفرج عن السوريين والفلسطينيين ويعطي كل صاحب حق حقو
أشكرك على كلماتك الجميلة في البداية
ثانياً :عندما قلت 150 معتقل قصدت عدد المعتقلين الذين أضربوا عن الطعام وتكلموا عنهم في الإعلام
ثالثاً: الثورة السورية ليست ملكك ولا ملك لأحد كي تحتكر الكتابة عنها
أخيراً: أتحداك أن تثبت لي قضية تعذيب واحدة في سجن إسرائيلي !!
والتحدي بيني وبينك قائم
ولا تخاف علي لقد قرأت عن قضية الأسرى أتوقع أكثر مما قرأت أنت !!
تحياتي لك
أخي انا معك مية بالمية أما بالنسبة ليلي كتب انو الاسلوب الضعيف ما بظن انو ضعيف والدليل انو خلاك تكمل المقال لأخرو واذا ما كملتو هي مشكلتك لأنو واضح انو خبراتك بالكتابة ضعيفة وياريت ما تنتقد شي مانك فهمانو لأنو هادا أروع مقال قرأتو بموضوع الأسرى الفلسطينين لهلهق
تحياتي لك
وشكراً على كلماتك الجميلة
تنبيه: لن أتعاطف مع الأسرى الفلسطينيين !! . . بقلم: إبراهيم حسن « مختارات من الثورة السورية