تلك اللوحة المرسومة على واجهة المسجد الأموي من الداخل… أول لوحة معمارية موثقة ثلاثية الأبعاد… تستخدم تقنية الفوتوجرامتري الأرضية…
ما جلعني أستذكر هذه اللوحة… منظر ساحة الأمويين اليوم… رغم استخدام الكاميرات والتصوير بتقنيات حديثة تعطي حتى البعد الرابع ( الصوت ) إلا أنها كانت صورة في بعدها الحقيقي الأنساني القيمي لا صوت لها ولا عمق تاريخي لها ولن تخلد في ذاكرة أي أحد حتى أولئك المشاركيين …. ولا ليوم واحد لأنها في نشأتها وأستحداثها مرتبطة بأمر مادي لا غريزي، ولأنها تقع ضمن لوحة تاريخية سورية بعدها الفوتوجرامتري أعمق وأكثر ربطاً بمحاورها …
فالطريق المؤدي باتجاه الهامة دمر وتحمل اسم بيروت… تحمل لوحة دمشقية معشوقة في النفوس مازالت الامهات الشاميات الحديثات العهد تتحدثن عن الهامة ودمر…
والمحور المؤدي الى مزة والذي يحمل اسم فايز منصور أحد صقور سوريا وشهدائها… مازال فيها صورة المازة الدمشقية المربوطة بغنج صباياها…
والمحور المؤدي الى ارض المعارض القديم والمسمى بشكري القوتلي… مازالت العيون مربوطة بنهر مازال يفيض بعروق الشام وابناء الشام…
والمحور المؤدي الى المالكي سيلتقي عند ساحة شهيد البطولة السورية مستحضرا حقيقة الصورة المرسومة في ذاك الجانب…
والمحور المسمى بشارع المهدي بن بركة ينتهي في رئة دمشقية تحمل مراهقة ابنائها مهما كبرت ومشاكسات صبانا وشرود عواطفنا…
والمحور المؤدي الى المهاجرين ويحمل اسم لانهرو رمز من رموز النضال السلمي العالمي…
لا صورة لكم بعد رحيلكم ..ففيها ما يحمل دمنا وتاريخنا وفرحتنا وحزننا وبطولاتنا وصور شهدائنا… هي دمشق أيها المارون حفاة عراة لن تحملوا منها معكم سوا حزننا الذي سنقذفه معكم ولن تبقوا شيئا سوى دماء شهدائنا وذكراهم …
هي دمشق ….
——————-
Adnan A A