ضمن نطاق العمل الإغاثي سافر أحد نشطاء مجموعة إغاثة – Relief إلى وادي خالد لدراسة الأوضاع ميدانياً من أجل ترتيب قوافل إغاثية إلى هناك، وكانت المفاجآت فوق الوصف.
لم يتمكن من زيارة جميع البلدات الحدودية لأسباب أمنية ، مما اضطره للجوء إلى العديد من الوسائل لحمايته من الاختطاف أو أي عمل تخريبي .
وادي خالد تحديداً والذي يضم 33 قرية فقيرة تقوم العائلات فيها بإعالة اللاجئين ضمن إمكانياتهم المتواضعة واستضافة السوريين في بيوتهم،فيتقاسم الغرفة الواحدة التي تستطيع العائلة اللبنانية الاستغناء عنها ما لا يقل عن 20 شخص حتى لو كانت الغرفة بدون باب أو شباك فتغلق بساتر قماشي …!
وتتجمع مجموعات أخرى في المدراس والجوامع، وهنالك من اضطر للنوم في الغرف المخصصة لمولدات ضخ المياه وفي المزارع والزرايب …..!!!
لا وجود لأي هيئات إغاثية سورية أو عربية أو حتى تابعة للأمم المتحدة … وتقوم الجمعيات الخيرية المحلية بتوزيع المعونات والتي أخجل أن أصف مدى شحها وفقرها لدرجة أن العائلات تطلب الالتزام بوصول الخبز بشكل يومي .!
وعلى سبيل المثال لا الحصر … قامت إحدى الجمعيات بتوزيع الحليب وحفاضات الأطفال وتخيير العائلات بينهما لعدم توافر الكميات للجميع …!!!!
يتجاوز أعداد اللاجئين في الأراضي اللبنانية الثلاثون ألف لاجئ مسجلين ضمن جداول وقوائم موثقة تم الحصول على جزء منها ما عدا الآلاف الغير مسجلين.
لم تحاول بعض دول الجوار إقامة مخيمات للاجئين أو إيوائهم بشكل آمن ومنظم وطلب المساعدة من منظمات الأمم المتحدة خوفاً من بطش عصابات الأسد الهمجية…!!!!
معاناة عائلاتنا واخوتنا لا يمكن أن تترجم إلى الورق … فحجم الأسى والألم النفسي الذي جعل من السوريين لاجئين يبحثون عن إكسير من الخبز ليساعدهم على الحياة أمر لا بد من تسليط الضوء عليه وبقوة ودعوة كل من يستطيع المساعدة للمبادرة فوراً والضغط على وسائل الإعلام لتوثيق الجرائم الانسانية التي ترتكب بحق اللاجئين .
نحن شعب لا ولن يقهر … مهما تآمرت الدول التي تدعي الإنسانية علينا … فسحقاً لكل من يتاجر بدمائنا وكرامتنا تحت مسمى الإنسانية .