مصطفى أبازيد
———————-
أصبح من الواضح للعيان أن الثورة السورية تتعرض لأكبر خذلان تآمري عالمي منذ إندلاعها . و مردّ هذا الخذلان يعود إلى عدة أسباب .
في مقدمها أداء المعارضة السورية الهزيل و عدم تمكنها من ان تكون صوتاً قويّاً ذو تأثير في الخارج و تمثيل واسع و شعبية في الداخل و إلتفاتها عوضاً عن ذلك الى التناحر و المناطحة السياسية ..
الحلف السوري الروسي الإيراني و أذناب إيران من حزب الله و جيش المهدي هو حلف يقود معركة وجود له في هذه المنطقة . و هي معركة مصيرية بالنسبة له . أما الحلف الآخر بقيادة اميركا فليس عنده الاستعداد لخوض معركة لا يعتبرها وجودية كون النظام الحالي لا يهدد مصالح اميركا الأولى في المنطقة وهي نفط الخليج و أمن و استقرار اسرائيل من جهة و لأن هذا الحلف ينشغل بمشاكل داخليه منها تصاعد الأزمة الإقتصادية و فترة الإنتخابات التشريعية و الرئاسيّة ..
العاملين السابقين بينهما تداخل حيث ان اميركا لم تجد اداء مميز للمعارضة السورية يضمن لها مصالح مستقبلية في سوريا يجعلها تخاطر بإسقاط النظام الحالي و استبداله ..
النظام السوري و من أمامه إيران و روسيا تجابه الشعب السوري المتروك إلا من بعض المساعدات الفرديّة . هذا الشعب الذي يظهر قدرةً هائلة على الصمود و القدرة على فرض واقع جديد ربما سيتغيّر وجه المنطقة . كونه سيحدث تغييراً نظيفاً بأيادي سوريّة الصنع . و انتصاراً حراً لحركة جماهيرية و مد شعبي مخيف على كل دول العالم و سيحوّل انتصاره إلى بناء دولة ذات سيادة يحسب لها حساب إلا اذا غرقت في صراعات داخلية و هو الأمر الذي لا يرغب بحدوثه الشعب السوري و أصدقائه ..