العالم يتهيأ لاستضافة مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس بدعوة من رئيسها المنصف المرزوقي.
ويبدو المؤتمر بمثابة رد على فشل منيت به الدول العربية والغربية وغيرها من البلدان الداعية إلى إدانة النظام السوري، وإلى وقف حَمّام الدم السوري، بعد الفيتو الروسي الصيني المزدوج، وهو فشل لا يستطيع بيان الإدانة الذي صدر عن الجمعية العمومية – على أهميته- أن يعوضه، لأنه بيان أخلاقي وإنساني، وليس قرارا يمكن أن يفضي إلى إجراءات تنفذ على الأرض.
هذا المؤتمر الذي لم يرشح الكثير من تفاصيله حتى اليوم من المنتظر أن يقدم حلولاً عملية للقضية السورية، وعلى الأخص في مسألة إيجاد الممرات الآمنة، وبالتالي تأمين إغاثة عاجلة للمدن المنكوبة، غير أن طريقة تشكيل هذا المؤتمر تحتاج إلى بعض التوضيحات من الجهة الداعية، وأقله أن يكون هناك برنامج واضح للمؤتمر، خاصة وأنه مؤتمر مصيري.
إن واحدة من المآخذ التي يمكن أن تطال هذا المؤتمر كونه تأخر في تحديد القوى السياسية السورية التي ستحضر في المؤتمر، وهو ما أكده برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري صباح يوم السبت الماضي، أي أنه حتى المجلس الوطني لم يدعَ إلى المؤتمر حتى تلك اللحظة، وهو أمر يبدو من ناحية الشكل والمضمون متنافياً مع المنطق السليم.فمن غير المعقول ألا يكون هناك تنسيق بين الجهة الداعية وبين القوى السياسية السورية، فالمسألة تتجاوز الإطار الشكلي إلى الإطار الفعلي، حيث لا يمكن أن ينجح أي مشروع من دون أن تكون القوى السياسية ممثلة في ذلك المشروع، أو على الأقل معظم تلك القوى.
ومن جهة أخرى فإن القوى السياسية السورية المعارضة مطالبة اليوم بتقديم رؤية مشتركة إلى مؤتمر «أصدقاء سوريا»، وأن تكون فاعلة في نقاش كل القرارات التي يمكن أن تصدر عنه، فالمؤتمر يخص سوريا بالدرجة الأولى، ولا يجب أن يترك مصيرها لأي أحد ، فما من أحد أحرص عليها أكثر من أبنائها.
———————————————-
ملاذ البحري
المصدر : جريدة البديل