بعد مناقشات مع بعض الأصدقاء عن مفهوم الحرية .. و أنه مفهوم وهمي .. وأننا شعب لا تليق بنا الحرية
خطر ببالي خاطرة.. وددت مشاركتها معكم.. هذه الخاطرة لم تحدث بعد.. لكني متأكد أنها قد تحدث .. وأنها ستحدث … و أنها تحدثت الآن مع غيري
مشهد أول ..
وصولي إلى مطار دمشق بعد لهيب الأشواق للوطن.. بسمة ثغري تعبر عن أملي بقضاء أجمل الأوقات على أراضي الوطن الغالي.. وتتلاشى بسمتي بإقترابي لأول حاجز (أمني).. ويبدأ قلقي بالتصاعد ممزوجا بالندم وتساؤلات أطرحها على نفسي.. يعني ضروري ..ضروري أتفلسف وأكتب هل كم كلمة على الفاس بوك.. قرار العفو العام الذي صدر بعد الأحداث يشجعني على التقدم خطوة إضافية نحو رجل الأمن.. و خوفي يبطئ خطواتي .. .. يعني شو بيضمني إذا عفطوني مين رح يلومهم ويقللهم عفو وماعفو..إي العفو منكم يعني
أصل لمكتب ضابط الأمن.. بعد وقت أحسست أنه أطول من سنين غربتي كلها..
مشهد تاني ..
يرمقني الضابط نظرة باردة.. أرتجف من الداخل.. وأجد نفسي مجبر على التودد له.. وأصبح عليه بإبتسامة عريضة صباح الخير… لكن لا يرد .. ينشف حلقي… أبلع ريقي بصعوبة.. تتسارع دقات قلبي .. أبدأ بمحاولة إخفاء خوفي.. لينتهي كل قلقي بعد ختم جوازي بالدخول.. ويسلمني ياه الضابط.. ويقول لي حمد الله على السلامة..
أشعر بإمتنان فظيع.. أنه يتكلم معي.. يسلم علي..بداخلي أفرح .. لله الحمد .. الله رزقني بضابط حباب وإبن حلال.. لا أستطيع إخفاء فرحتي فلم نتعود موطف حكومي يشيلنا من أرضنا.. أبدأ بالإقتناع فعلا بأن الإصلاحات بدأت.. وسوريا عم تتغير.. أعود لأتذكر لكن هذا هو الوضع الأقل من طبيعي في إي دولة؟!؟؟ وخوفي وقلقي هما الغير طبيعي.. وأدعي يارب يطلعلي مفتش الجمارك حباب متل ضابط الأمن..
مشهد ثالث ..
أصل لبائع العربات.. حتى أستأجر عربة.. حيث أن ضرائب التذكرة التي دفعتها .. وضرائب الدخل .. وضريبة يلي تاخدني لم تكفي الدولة بأن تمنحنا عربات مجانية.. أو قد يعود السبب إلى أننا شعب لا يلبق لنا شيء .. وسنخرب العربات ونضيعها..
أمر من جميع حواجز التفتيش والختومات بسلام.. وفي كل موقف أرى موظفين (الله يعينهم) لا يختلفون عن عمال المطاعم والمقاهي.. حيث أنهم ينتظرون البخشيش لمجرد أنهم نظروا إليك.. أو قاموا بعملهم الطبيعي..
أصل لضابط الأمن..وهو جالس لافف رجل على رجل يأشر لي بيده الثانية حيث أن يده الأولى يستخدمها في حمل سيجارته… أفهم من الإشارة أنه علي فتح الحفائب.. أفتح الحقائب مرتبكا.. بالرغم من عدم وجود إي شيء يخالف القانون أو الطبيعة … يسألني معك إلكترونيات.. أجاوب نعم لدي لابتوبي الخاص .. طيب شو جايبلنا معك هدية.. أتلعثم .. أرتبك .. أتردد.. ثم أتذكر وجود عطر خفيف إشتريته لمثل هذه الحالات الإضطرارية.. يمسك العطر.. ويقول الله يسهلك.. حمد الله على السلامة..
مشهد رابع ..
أصل لبر الأمان.. وأعانق أهلي وأقاربي.. وبعض من أصحابي الذين لم يحذفوني من حياتهم لتعارض رأيي معهم.. السعادة تغمرني من جديد.. شوقي لكل نفر و فرد منهم ينسيني مارأيته بالمشاهد الثلاثة الماضية.. نخرج بإتجاه السيارات.. مرورا بإزدحام مروري و بعض من عناصر الشرطة الذين ينظمون المخالفات عفوا السير..
نصل إلى سيارتنا.. نقود بإتجاه المنزل.. تملئني الفرحة بأهلي.. ويعصرني حزني على شوارعنا وساحاتنا وإسوداد المباني ..
لكن بعد كل هذا أصل لقناعة .. أن ماكان يقولوه أصحابي حقيقة.. فالفساد أصبح يسري بدمنا.. وأصبحنا طفيليات نعيش على فساد غيرنا.. ويعيش غيرنا على فسادنا..
مشهد خامس ..
نصل للمنزل بسيارة صديقي.. لنجد هناك سيارة أمن تسد الشارع.. نشير للسيارة برغبتنا بالمرور.. فيترجل أحد رجال الأمن بلباسه المدني ويطلب هوياتنا.. فأستفسر متفاجئا عفوا ما السبب.. فيرد علي بنبرة تعلمونها جميعكم..هيك حيونة.. هات هويتك ولا حيوان إنت وياه.. فأترجل من السيارة وكرامتي أعمتني.. وأستشيط غضبا وأرفع صوتي.. مابسمحلك تقول ولا … وليش عم تسب.. شو غلطنا .. فيشدني من ملابسي.. ويشحطني شحط..ويقول كبر راسكم أنتوا وشكله بدكم تكسير راس …أصرخ وأقول فلت إيدك .. بإي حق عم تمد إيدك علي.. فيتجمع علي أنا وصديقي 5 من رجال الأمن يتهافتون علينا ضربا.. طيارات كفوف عصي هاراوات..
لم يؤلمني ضرب العصي .. ولكن أكثر ما آلمني هو حديث المارة يتحادثون شكله هذا مندس أبصر شو عامل حتى هيك عم بيضربوه…. منيح مسكوه الله ياخذهم شو عملوا بالبلد .. برافو على رجال الأمن شعب مابيلبقله حرية…
.
تعليقان
يا الله ..عنجد وصف دقيق لكل شي بيصير معي وبحس فيه لما إجي عالبلد.. وجعنا واحد .. الله يفرج عنا عن قريب
فعلا مشاهد يومية واقعية حقيقية بتذكرني مرة طلبت تاكسي من فندق ليوصلنيب على المطار قالي 500 وافقت المضطر يركب الصعب ..عطيتو الف وناطرة الباقي وركبنا ومشينا وبسلامتو ما عطاني بقية الفلوس قلتلو عمي هات بقية ال1000 ليرة قالي شو بقية ما بقية بنخليهم احتياط بلكي أكلنالها شي مخالفة عالصبح هههههههههههههه