التاريخ: 1572011 يوم الجمعة ” جمعة أسرى الحرية ”
المكان: دمشق – حي القابون
لن تنسى دمشق جرحها الكبير في ذلك اليوم .. حيث شهد حي القابون الدمشقي مجزرة وحشية راح ضحيتها 14 من أبنائه برصاص عصابات الأمن الأسدي .. التي قابلت الورد بالبارود.
في ذلك اليوم انطلقت مظاهرات بعد صلاة الجمعة من جميع مساجد الحي ليجتمع شباب الحرية في شارع الشهداء (النهر سابقا)، بأعداد غفيرة تجاوزت 27 ألف متظاهر حملوا أعلام وبالونات الحرية وهتفوا لحرية المعتقلين في كل مكان ورددوا هتافات إسقاط النظام.. وجابت المظاهرة شوارع القابون..
عند وصول المتظاهرين إلى ساحة الحرية (الغفران سابقا) عند مدخل الحي بدأت قوات الأمن والشبيحة دون أي إنذار بإطلاق الغازات السامة و إطلاق الرصاص الحي من الأسلحة المتوسطة والثقيلة (رشاش 500) على المتظاهرين مما دفع المتظاهرين إلى التراجع، ومن ثم تجمّعوا لاحقاً في أماكن متفرقة في محيط المقبرة ومحيط جامع الغفران.. وهنا تفاجأ المتظاهرون بإطلاق الرصاص من أماكن مجهولة حيث لوحظ اعتلاء رجال الأمن والقناصة البنايات العالية مما أسفر عن سقوط الكثير من الإصابات في صفوف المتظاهرين حيث تمّ إسعافهم إلى مشافٍ ميدانية..
حتى المسعفين لم يسلموا من رصاص الشبيحة وقوات الأمن حيث استُشهد البطل أحمد الخشن عندما كان يحاول إسعاف الشهيد محمد شربجي..
ومن مشاهد الإجرام التي مارسها الأمن والشبيحة إعدام أحد المتظاهرين ميدانياً رمياً بالرصاص، بالإضافة إلى خطف 3 جرحى عند محاولة إسعافهم، وكذلك محاولة خطف جثامين الشهداء عند عودتهم من المشافي.. وقيام عصابات الأسد بتخريب للممتلكات الخاصة وسيارات الأهالي، وقد ارتقى يومها 14 شهيد و وأصيب 115 جريح .
وقد كان مقرراً عقد مؤتمر في 16 تموز تحت مسمَّى “مؤتمر الإنقاذ الوطني السوري”، وهو مؤتمر يَهدف إلى تشكيل حكومة ظل للمعارضة السورية تتحد تحتَ جناحها. وكان يُفترض أن يَكون المؤتمر مقسوماً إلى جزأين، مؤتمر في الداخل بالعاصمة دمشق في حي القابون ومؤتمر في الخارج بمدينة إسطنبول التركية بمشاركة 400 معارض وبقيادة هيثم المالح. ولكن عصابات الأسد حالت دون انعقاد مؤتمر الداخل بارتكابها المجزرة التي كانت عقابا لأهالي الحي لاحتضانهم المؤتمر .
يوم السبت وقبل آذان الظهر بدأ المشيعون بالتوافد إلى الحي و بأعداد ضخمة، لم يتسع جامع القابون الكبير لأعداد من جاء ليشارك بعرس الشهداء بل لم تتسع شوارعها فالمهنئون كانوا بالآلاف واحتشد الناس أمام الجامع الكبير للصلاة على الشهداء ، وبعد الصلاة بدأ العرس و ارتفع الشهداء على الأكف و الأكتاف و صدحت الحناجر بالتكبير و الفداء للشهيد ، وودع المشيعون أهالي الحي على وعد بالقدوم مساء لحضور الاحتفال الذي سيقيمه أهالي الحي للتهنئة بشهدائهم و الذي استمر لثلاثة أيام .
أيام العزاء الثلاثة كانت أيام السبت و الأحد (الذي سمي بأحد القابون وفاء لشهداء الحي) و الاثنين، لم يكن عزاء بل كان عرساً ..
قام شباب الحي بنصب الخيم وتهيئتها وقد أتت الوفود من أحياء دمشق وريفها (برزة وحرستا ودوما)، كما حضرت شخصيات مشهورة أخرى ( ريما فليحان و وليد البني و فارس الحلو و جلال الطويل و محمد آل رشي و بعض وجوه المعارضة ) وغيرهم الكثير.
فيديو رائع عن مجزرة أسرى الحرية للمبدع Rio Zaki
تعليق واحد
في هذا اليوم كان باسل شحادة في السجن… يومٌ لن أنساه، مررت من القابون والجامع يعلن أسماء الشهداء!!