جئت من حمص بنبأ يقين وذكرى أبدية .. في كل حارة عزاء ومجلس حزن أو أكثر …
استبدلنا أوراق الجرائد بنعوات نقرأها كل صباح على المفارق…
في طريقي للعزاء بصديق أحد أصدقائي …أدخل دوار … واتجاهل اشارة حمراء …لاصل أخيرا …
ليتكم تعرفون كم أخاف الوداعات في المطارات ومحطات القطار …فمابالكم بعزاء حيث صدى الآيات يصتدم بك عند الباب .ويصفع السواد عينيك
ليس كرها بواجب أنما قليلا من انسانية ومشاعر أخاف أن تفضحني …
تجلس وتشرب القهوة -والتي لا أحبها – وتجلس … في انتظار ذهاب الحزن … كم هو صعب الانتظار …
في مواجهتي والد الشهيد يرتدي نظارات سوداء لم تخفي الحزن بعينيه المدمعتين …
نقرأ الفاتحة ونغادر …
في عودتي … مجلس عزاء …لشخص لا أعرفه هذه المرة….لم أستطع التهرب منه كما أتهرب من المطارات ..
توقفت جانبا … بقيت افكر قليلا لم انزل من السيارة …
يا وطنا … للتشبيح و التشليح والسحل .. وطن الرمل والرصاص …
بصراحة تذكرت الجيش الالكتروني …. والدنيا والشبيحة من عموم الشعب وأساليب السلبطة والابتزاز والتخويف والخطف والرهائن وقلع الحناجر واعضاء الأطفال ….
أحسست بالظلم أكثر من الغضب والحنق … وشتمت كل شيئ في الوجود …. أقسمت ألا أشاهد أخبارا بعد أن ينتهي كل هذا وتنحج ثورة أحرارنا ودماء شهدائنا …
لم أقرأ الاسم .. فقط دخلت …
في الانتظار الصامت أوشك على الاقياء … فجأة مرض ما أصابني .. والوقت بطيئ
نفس الروتين قهوة مرة، فاتحة، هذه المرة والد الشهيد …يودع المعزين جالسا …الا أن جلوسه لم يخف عجزه عن القيام …
الهواء بالخارج كان أثقل …ماتزال الحرية بعيدة … شاهدت صديق والدي خارجا من العزاء ..يطلب مني أن ارافقه الى العزاء (الأول) .. فقلت له”سبقتك الله يرحمو” … وأمضي ويمضي هو ويمضي الناس في عزاءات لشهداء لم يقابلونهم يوما ..
———————-
جيرارد