في ضوء الحاجة إلى تفعيل إسهام المرأة في بناء الوطن على جميع الأصعدة، وفي ظل الاستحواذ الذكوري على المشهد السياسي السوري وإقصاء المرأة السوريّة عن الفعل السياسي الحقيقي والواقعي، وتحويل العمل السياسي إلى حالة من النرجسية والتشوف والاستئثار بالقرار وبشكل سلبي وفوقي.
جاءت ضرورة إنشاء تكتل نسوي سياسي ومجتمعي وفكري وثقافي وواقعي عملي، لتحقيق الفعل الوطني النسوي ولحماية حقوق المرأة والدفاع عن وجودها المركزي. ويصبح على المرأة إطار مؤسساتي يصب في روح الثورة السورية.
هكذا عرّفت مجموعة من الناشطات السوريات عن مشروع (تجمع نساء الثورة السورية) المقترح من د.سماح هدايا.
يتمحور العمل في مجلس نساء الثورة السوريّة( تجمع نساء الثورة السوريّة) كما ذكر البيان الذي أصدره التجمع، على مفهوم بناء المجتمع السوري بكل مجالاته وطبقاته والمستويات. يرتكز العمل على مبادىء الثورة السورية وهي: الحرية والكرامة والعدالة. وعلى رأسها إسقاط النظام السياسي بكل منظوماته. وانطلاقا من هذه المبادىء سيجري مأسسة العمل ضمن مكاتب ولجان تنفيذية، بعيدا عن التفرد في السلطة وعن تمركزها في يد واحدة أو مجموعة واحدة، بهدف وضع خطة عمل ومشاريع وآليات تنفيذ ضمن معايير واضحة وهي كرامة الإنسان السوري، ليس، فقط كمواطن في دولة المواطنة. بل كإنسان في مجتمع له موروث عقائدي وقيمي ووجداني، يحتاج إلى تفعيل وتطوير وتنوير وتثوير.
وإن الجانب الإغاثي هو البنية الأساسية لعمل مجلس نساء قيادة الثورة. ثم ياتي مجال المصالحة الوطنية وإعادة التأهيل المجتمعي وتمكين الإنسان والمجتمع. يشمل ذلك الأمور التالية:
الإيواء والعيش. التعليم والإشاد التربوي وتكوين المناهج الجيدة الراشدة. الصحة المتكاملة وسلامة البدن والنفس والعقل. الحقوق وصون مبدأ الحرية ومبدأ العدالة ومبدأ الكرامة. دعم معوقي الحرب والعاجزين والمشوّهين بخطط نفسية وتأهيليية وإنتاجية. حماية البيئة وتطوير الأعمال الزراعية والبيئية بما يحقق إعادة التوازن البيئي وتطوير الموارد البيئية.
والهدف من ذلك كله هو إعادة تكوين المجتمع الذي تكسرت بناه بفعل الاستبدا وحرب النظام الأسدي الإرهابي على الشعب وبفعل الجهل والتفرقة والتمييز والتقاتل الأهلي.
وقد أكد البيان وحذّر من أن يقع التجمع في نسق النسوية بمنطقعها الانعزالي والفئوي والجنسي؛
وذلك لأن التعاطي مع ملف المرأة، بمعزل عن السياق العام التحرري النهضوي مستحيل ؛ فلا يمكن أن تتحرر المرأة إلا بتحرر العقل والفكر والإرادة والفعل. وبتحرر الإنسان. وتحررها يتطلب كفاحا ونضالا، ويلزمه تطوير أدوات النضال وطرق العمل، والصراع الذي ستخوضه المرأة، ليس هدفه الاستحواذ السلطوي. وليس حصد المكاسب السياسية على حساب مصلحة المواطن والمجتمع، بل لتحقيق المكاسب الاجتماعيّة ونهضة الفرد والمجتمع. ولذلك عليها متابعة النضال وتطويره، لتكون قادرة على التغيير المجتمعي ورسم القررات، والمشاركة السياسية العادلة من أجل تشكيل الدستور والسلطات المختلفة، وذلك وفق اندماجها الاجتماعي والفكري والسياسي ضمن فكرة المواطنة المرتبطة بالكرامة الإنسانية وحريّة الإنسان.
عقد أول اجتماع تأسيسي في 5 كانون الأول 2012 على أمل الإستمرار لتحقيق تغيير ملموس في الخطاب والممارسة، بما يحقق إشراك المرأة والتكتل النسوي، في الفعل الوطني، وفي حماية حقوق المرأة والدفاع عن وجودها المركزي.
صفحة التجمع على الفيسبوك <هنـــا>