عن صفحة حسين برو
————————-
1 ـ الأم وابنها
أم تمسك ابنها من بين الحشود وتقول له بخوف شديد .. ابني مشان الله خلص امشي معي ع البيت مو فشيت قهرك مو صرخت وزعقت وسقطت … الابن يقول لها يايوم الله يخليلي ياك بس شوي خليني شوي مع رفقاتي ارضي علي يامو .. والام خائفة تمسك بابنها بيد رخوة عينيها كانت تقول انها فخورة به وقلبها يكبله الخوف … تفلت الام يد ابنها وتطلق زغرودة تلعلع في سماء الجامعة وتصرخ الله يرضى عليكم يا ابني الله يحميكن الله ينصركم وتودع ابنها الذي غاب بين جموع المتظاهرين … أجزم أن عينيها كانت تقول أشياء تشبه الأسطورة
_____________________
2ـ الخوف حين يهوي
شاب معتقل لمرتين ومهدد أنهم في الثالثة سيعيدونه الى امه بكيس … سار على خجل على تخوم الجامعة يسمع اصوات الشباب التي تشق السماء راودته نفسه أن يكون بينهم ، تذكر أمه وتخيلهم يسلمونها جثته ملفوفة بكيس .. تزغرد الصبايا يقترب خطوتين يصرخ الشباب يقترب خطوتين ما هي الا خمس دقائق إلا وصاحبنا مرفوع على أكتاف رفاقه يهتف ويصرخ وبصوت عال : لعيونك يامو لعيونك يامو …. كان الفرح يرسم في عينيه لوحة للأمل
_____________________
3 ـ سائق التاكسي الستيني
كان يسير بسيارته معه توصيلة .. عيناه ترقصان وهي تشاهد الشباب والصبايا يكسرون حاجز الخوف ويصرخون يطلبون الحرية .. لا اعرف ربما لدقيقة مر في راسه شريط سنواته الستين .. القمع القهر الخوف الفقر الذل .. حقيقة لاأعرف ماذا مر في ذهنه لكنه يعتذر من الراكب الذي معه ويفتح بابه ودون أن يدري او ربما لأنه يدري كان يتوسط حلقة الشباب والصبايا يهتف معهم يشجعهم يبكي يضحك كان شابا عشرينيا وهو الذي تجاوز الستين بسنوات وكما في حلقات الزار شيَّخ الرجل وبدا وكأنه يتواصل مع الله يدعو للشباب بالنصر يدعو للحرية أن تسكن البلاد يدعو الله أن يحمي الشباب والصبايا … الحمدلله ما متت وشفت أحفادي رجال وما عاد يرضو بالذل … كانت هذه آخر كلمة يقولها قبل أن ينفجر بالبكاء والضحك معاً
____________________
4 ـ الأب وابنته
تجاوز الخمسين بقليل … سقط كل شعر راسه تقريباً .. هو تخرج من سنين طويلة من جامعة حلب وابنته ايضا تخرجت ، والثانية ما زالت طالبة تدرس هناك .. سمع أن مظاهرة تقوم في الساحة شده الحماس أن يذهب ويتفرج على الشباب هناك … وصل الى الساحة لم تعد الفرجة تكفيه وجد نفسه مندفعاً يهتف مع الهاتفين ويجول ببصره ليقرا الوجوه ليكتشف سر القوة التي يمتلكها هؤلاء الشباب … تجمد عيناه فجأة لا يصدق كانت ابنته مع الجموع تهتف وترقص وتزغرد .. ربما خاف للحظة ماذا جاء بها الى هنا؟ لكن المؤكد انه كان يفتخر بها خطوات قليلة واصبح بقربها يردد الهتاف وراءها فرحاً كطفل وصلته هدية العيد … كانت الابنة تعيد صياغة علاقة جديدة مع أبيها وكان الأب يقول في نفسه ها قد أحسنّا تربيتكم يا ابناء وها أنتم تعيدون تربيتنا من جديد
____________________
5 ـ استاذ الفلسفة المشاغب
يملك سيارة حديثة اشتراها بعد أن هده التعب والتدريس كان فرحاً بها يدللها كي تدلله على حد قول اصحاب السيارات …سمع بمظاهرة الجامعة قرر أن يذهب الى هناك توقع أن طريق الساحة سيكون مقطوعاً جاء من طرف أدونيس ركن سيارته هناك وذهب على قدميه الى الساحة هتف مع الهاتفين رقص وغنى وربما جرب ان يزغرد فلم يفلح لكن قلبه حتما زغرد من الفرح والفخر .. وحين بدأت قوات الأمن بالهجوم على المتظاهرين ورميهم بالقنابل الدخانية هرب الجميع من طرف نزلة ادونيس هو لم يركض لأنه لا يستطيع الركض أولا ولأنه وجد القوات المنية تركض خلف الراكضين وتهمل السائرين … وصل الى سيارته كانت مصابة بحجرتين كبيرتين وكان سقف السيارة مطعوجاً ربما داس فوقه أحد الهاربين اول كلمة قالها فداكم يا شباب فداكم السيارة وصاحب السيارة واقسم أن لا يصلحها فهي على حد قوله ذكرى جميلة ليوم جميل