مصطفى أبازيد
———————–
في ثورات المهمشين، ثورات الشعوب لإسترداد حقوقها المسلوبة، عادة و من الطبيعي أن يجد الكثير من الشباب الغارق في الفقر و الجهل و الضياع طريقاَ جديداً يسلكه يحمل الأمل له بحياة أفضل، فنجد الشاب الذي ملأ الحي بالمشاكل و شغل الشرطة بقضاياه، أصبح اليوم يحرس الحي و يحمي سكانه و يبادل الناس ابتسامة رضا و طمأنينة .
و لكن من غير الطبيعي أن يصبح هؤلاء الشباب أنفسهم بكل ما تحمله نفوسهم من عقد و حقد و رغبة بالانتقام من كل ما يظنونه سبباً لتعاستهم قادةً للحراك، و محركين له، من غير الطبيعي ان يحددوا مصير ثورة و مسارها، ولا أن يوزعوا شهادات حسن السيرة و السلوك على أحد و يسلبونها من آخر .
نعم كلنا نريد اسقاط نظام الأسد و الإطاحة بعقود من الذل و سلب الإرادة، ولن نختلف على ذلك يوماً، لكننا منذ اليوم الأول نريد ان نتحدث عن الأخطاء بصوت عال و واضح كي نختصر الجدل و الصراع في مرحلة انتصار الإرادة .
عندما يتكلم الجاهل فذلك حقه، ولكن عندما يحتاج المثقف لإذن الجاهل كي يتكلم فهناك مشكلة، عندما يصبح النقاش في المسار الثوري خيانة لدماء الشهداء، و عندما نخضع جميعاً لإرادة متسلطة متصلبة غبيّة في اختيار كل مسار الثورة و شكلها و نهز رؤوسنا بالموافقة فقط لأننا نجتمع على هدف اسقاط النظام فهناك أيضاً مشكلة، و عندما نضطر للسكوت عن التسلح الطائفي و احداث القتل الانتقامية الجبانة في مدن و قرى سوريا لكي لا نعرقل الطريق نحو اسقاط النظام فنحن نخلق كارثة في مرحلة انتصار ثورة الحق .
كلنا نعرف ان هناك من ركب الموجة، و من يقودها الآن نحو خلاص نعرفه محتوماً و أردناه بأيدينا جميعاَ كما بدأناه .
دمتم و دام الوطن .