سورية بدا حرية / نذير جندلي
أطل علينا سعيد رمضان البوطي مؤخرا بخطبة عصماء من منبر الجامع الأموي في دمشق يحث فيها من تبقى من موالين ورماديين على اتباع أميرهم الأكبر وإن صدر منه معصية وكبائر قائلاً :فإذا عمل الكبائر لا يكفر» متذرعاً بأقوال للرسول عليه الصلاة والسلام بقول حقّ أراد به البوطي باطل.
هنا.. هل حقاً نلوم البوطي الذي يدافع عن نظام يؤمن به ويتخد من إجرامه عقيدة، متسلحاً بما أوتي به من علم لم يفعل به إلا تشويه صوره الإسلام، أن نلوم شيوخاً وعلماء دين آخرين فروا من ساحة المعركة إلى بلدان المغترب ناسين أو متناسين واجبهم في شد عزيمة من تبقى من شباب ورجال آثروا البقاء للدفاع عن أرضهم وعرضهم ووطنهم!
شيوخ وعلماء لهم صولات وجولات في علوم الدين والعقيدة والحديث، وهم الأقدر على التأثير على شريحة ليست بالقليلة في الداخل السوري، فمنهم من انطوى على نفسه، ومنهم من آثر الخروج والرحيل مكتفين بصفحات إلكترونية يطلقون منها الدعوات والفتاوى (على الرغم من أهميتها)، ولكن ألم يكن الأجدر وجودهم بالقرب من ذلك الشاب والشيخ المرابط ليكون له خير مرشد ومعلم بغياب المفكرين والمثقفين الذين هاجروا قسراً أو طوعاً!
أوليس الشيخ والعالم بحامل للفكر الذي نحن الآن بأمس الحاجة له، بدل أن يترك الساحة لمن هبّ ودب!
منهم من حمل السلاح، ومنهم من يجمع المال.. شكرا لكم..
ولكن فئة كبيرة من شباب سوريا وشيابها طالما سمعوا منكم وأطاعوا ونفذوا ما أشرتم به، ليس مشورة وطاعة عمياء، بل كونكم فعلاً خير سلاح للبوطي والحسون وأمثالهم.
في إحدى قرى الشمال السوري، مسجد خطب فيه شيخ كويتي «مشكوراً» وكأن الشام خلت من علماءها!
«ولكم في رسول الله أسوة حسنة» جملة طالما كان منبع الوعي والإرشاد.. فكونوا لها أهلاً، ولسوريا وشعبها وعياً.