عمر أبودياب
——————————
لا نستطيع أن ننكر أن هناك رأس للنظام ويتمتع بكل السلطات على الجيش والآمن والدولة وعصابات النظام وهو المسؤول عن كل ما يحدث من مجازر وأن هذا النظام الإستبدادي الفئوي مثله مثل نظام معمر القذافي وصدام حسين الذين دفعا بالبلاد ونظامهم وأبنائهم إلى حافة الهاوية والمحرقة التي انتهوا إليها وذلك لأن طبيعة هذه الأنظمة القاتمة وتكوينها قائم على تقديس رأس النظام الذي لا يخطىء والذي حّل الوطن في جسده فأي إستهداف أو نقد له هو إستهداف للوطن ونقد للوطن، لذلك من ينقد الرئيس هو عميل لمؤامرة خارجية حتى لو كان من ينتقد سيادته الشعب بأكمله لأنه آلهة والآلهة لا تخطىء أما البشر فيخطئون ولو كانو بالملايين.
مع هذه الفكر السياسي للنظام ومنذ شهور يأتي من يدعون الخبرة من أصدقاء النظام من ( لبنانيين، وإيرانيين، وروس … ) بأن سبب مايحدث في الشارع من تظاهرات وإحتجاجات هو نتيجة الضخ الإعلامي المعادي فلذلك ( إذا وقف هذا الإعلام مدة أسبوع واحد فإن الشعب السوري سيعود إلى رشده كما قال أحدهم ).
والنظام لا يزال يأخذ بهذه النظرية و أضاف إليها نظرية العصابات الإرهابية، المندسة، العميلة، السلفية وبذلك يزداد النظام ولوغاً بدم الشعب السوري، وأخيراً جاء أصدقاءه وداعميه من دول وأفراد وشركاء ينصحونه بأن يخفف من هذا الإستكبار ويتوجه للإصلاح الحقيقي لأنه الحل الأمثل لإمتصاص غضب الشعب السوري ، وفعلاً بدأ بالتذاكي على الشعب السوري وتقديم حزمة تلو الأخرى من قوانين خلبية بإسم الإصلاح ولم يدرك لا هو ولا من يدعمه أن الشعب السوري العظيم قد أفاق من غفوته التي إستمرت أكثر من أربعين عاماً كان يعطى خلالها جرعات المقاومة والممانعة إلى أن جاء بحاشية أبيه الذين نفذو مجازر الثمانينات وقدموا له وصفة سحرية ( إقتل تسيطر ) وإزداد عدد الشهداء إلى أكثر من ستة ألاف شهيد وعشرات الألاف من الجرحى والمعتقلين والثورة ماضية وتتوسع على كامل التراب السوري الحبيب وأبهرت هذه الثورة الدنيا بصمودها أمام هذه المجازر إلى أن جاء داعمي النظام برسم مخارج آمنه حتى لا يتعرض كما تعرض له أسلافه من أمثال صدام والقذافي.
إلاّ أن هذه الوصفة لم تقنع النظام وإزداد الإستكبار وبدأ النظام بتوزيع الإتهامات في كل الإتجاهات وإستند إلى بعض مواقف الدول التي تبحث عن مصالح لقاء تخليها عن النظام مثل روسيا والصين وغيرها …. وجاء فلاسفة الفكر السياسي من حوّل النظام يقولون له إن كانت كل دول العالم لاتريد بقائك لا يهم لأن الدول المؤيدة للنظام ( روسيا والصين والهند والبرازيل ) يشكلون أكثر من نصف سكان كل دول الأمم المتحدة وكأن هذه الشعوب (تصوت إلى سوبر ستار) وتكون النتيجة بعدد السكان ويستمر مسلسل القتل والمجازر اليومية رغم كل التحذيرات الدولية والعربية.
أما الشعب السوري العظيم الذي اتخذ قرار اللاعودة فهو صابر متحدي القتل والتنكيل والبرد والجوع أعلن قراره النهائي الموت ولا المذلة، إلاّ أن الغريب هو صلابة موقف النظام وزيادة استكباره ، فمن أين أتت هذه الصلابة؟
- التراخي العربي والدولي في إصدار موقف حاسم.
- الدعم الإسرائيلي المستمر هو الذي يعطي للنظام إطمئنان بأن دول العالم ودول الإقليم مجتمعة غير قادرة على التخلي عن النظام بدون أخذ الموافقة من إسرائيل.
- إن النظام هو رهينة بأيدي المخابرات الإيرانية وحزب الله وهي التي تتحكم بمصير النظام لأنها تعلم بأن سقوط النظام هو هدم لمصالحها ومخططاتها في المنطقة بأسرها وبالتالي سوف تضعف إيران وكافة توابعها في المنطقة، حيث أن قيادة النظام ورموزه غير قادرين على إتخاذ أي قرار أو موقف إلا ما يميله عليهم قادة إيران وحزب الله ولو أدى ذلك إلى تدمير النظام بكامل أطرافه ولن يجد فرصة للقفز من السفينة.