نحن نعشق محمد المدني و لا نلتفت لمحمد المكي!
المقاومة المدنية لم تفشل ولكن من استعملها لم يؤمن بها وكان ينتظر فشلها ليسخر منها و يعود لما يؤمن به من سلاح!
في المقاومة المدنية الكل مسؤول وبالتالي الكل شريك في رسم ملامح المستقبل و في المقاومة العسكرية فئة قليلة تفعل و الباقي يجلس في مدرجات المشجعين!
وسائل المقاومة المدنية لا تحصى و الكل يصبح فيها منتجا و للعسكرة وسيلة واحدة و هي السلاح!
بعض الذين يدعمون العسكرة هم سلبيون لأن الأمر لا يكلف إلا الجلوس و دفع المال وتجهيز العتاد!
التسليح الداخلي نتائجة وخيمة والتدخل الخارجي نتائجه كارثية والنظام ساقط لا محالة حتى بدونهما ومع ذلك نصر على أنه المقاومة المسلحة خيار واقعي و المقاومة المدنية خيار طوباوي!
أصحاب المقاومة المدنية عليهم أن يعملوا الآن لأنها مرحلة عمل مجانية دون مسؤوليات فالناس لا تتوقع منا شيئا و حين يسقط النظام ويجلس أصحاب العسكرة على كرسي النظام ستصبح الساحة كلها للخيار المدني!
تشترك المقاومتان المدنية والعسكرية في إسقاط النظام لكن المدنية تنفرد في إقامة الديمقراطية!
في المقاومة المدنية الأداة في خدمة الفكرة وبالتالي لا نهاية للأدوات وفي المقاومة العسكرية الفكرة في خدمة الاداة وبالتالي فهي أحادية على طريقة تعبدون ما تنحتون!
عندما نقول أن للحرية ثمن فنحن نمهد الأرضية لمن يبيعها ويطلب مقابلا لها .. إنها في الحقيقة مجانية كالهواء لأن الجميع يتنفسها وهذا ما أدركه بلال حين قال أحد أحد مع أنه كان عبدا لا يملك حريته الشخصية!
الثورات قامت و نجح بواسطة 10% من الشعب و الحراك المدني سينجح حتى لو كان العاملون له 10% من نسبة الثوار والبقية يؤمنون بالعسكرة!
إذا كان الداخل هو المرجعية ففي الداخل أكثرية تؤمن بالسلاح و أقلية تؤمن بالمقاومة المدنية و إذا كانت الاكثرية هي المرجعية فقد كانت الأكثرية مع النظام!
كيف تستهجن شخصا جالسا في الخارج يدعو إلى المقاومة المدنية ولا تستهجن نفس الشخص الذي يدعوا الآخرين إلى حمل السلاح وهو جالس في بيته يدفع غيره إلى حتفه وهو في مأمن!
الثورة خرجت للحرية والديمقراطية والكرامة ثم قالوا إنهم رفعوا سقف المطالب إلى إسقاط النظام و من ثم إلى إعدام الرئيس وهم في الحقيقة كانو يخفضون السقف في كل مرة!
الثورة السورية هي كالذي كاد أن ينهي أساسات البناء و لكنه بدأ بفك الأخشاب قبل جفاف الإسمنت فالتوقيت قد يحدد بقاء البناء أو انهياره!
الهيئة طبيب يقوم بجراحة دون تخدير والمجلس كاهن يعالج المرض بالرقي والتمائم!
المقاومة المدنية تجعل القتل معادلة صعبة وما نشهده من صخات الضمير العالمي ستذوي مع العسكرة وستتحول الضحايا إلى أرقام لأنه نتيجة طبيعة لصراع بين طرفين .. المقاومة المدنية تحول المعركة إلى معركة أخلاق و إسقاط اقنعة والمراقب يتعاطف مع الضحية ويفتح قلبه لفكره أما العسكرة فتحوله إلى أرض معركة يجلس المهتم بها على مدرجات المشاهدين ينتظر النتيجة!
العسكري ينشق لأنه يقتل الأبرياء العزل ومن هذا الباب فهو انشقاق أخلاقي .. لكنه لن ينشق وهو يرى الطرف الآخر يهاجمه و حتى إن انشق فسيكون انشقاقه طائفيا!
أقصى آمال العسكرة آن ينشق نصف الجيش و عندها ستتحول الثورة إلى حرب أهلية ويفنى الجميع!
عندما يقيمنا التاريخ لن يقول كم قتل من الثوار بل سيقول كم مات من السوريين حتى أقاموا دولة الحرية و الكرامة!
إذا كان حق الكلام والقرار فقط للذي قتل وعذب أهله فقد وضعنا رقابنا تحت رحمة الانتقام والغضب!
لأصحاب المقاومة المدنية قدرة على إقناع الأفراد بعيدا عن العقل الجمعي لذلك فالشعار الجديد هو: واحد واحد رح نقنع الشعب واحد واحد!
النظام جرنا إلى ساحة قوته وضعفنا و هي السلاح والطائفية .. كالتمساح الذي يسحب فريسته إلى الماء ليقضي عليه!
نحن بعد شهور نتبع وسيلة الشيطان التي باعنا إياها لنستعملها ضده!
الكذب هو الامتحان الذي سقط فيه الجميع .. و الثورة امتحان ليعلم الله الذين صدقوا و يعلم الكاذبين!
———————————————-
المصدر: أيام الحرية